الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 9 يوليو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مِنْ مِلْئِهِ
"مِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ" ( يوحنا 1: 16 )
يا له من إعلان عجيب! فالكلمة الذي كان في البدء، الذي كان هو دائمًا الله، والذي به كل شيء كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان، هو ابن الله، وملء اللاهوت كان مِلأه من قبل كون العالم، لأنه هو الله "صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا ... مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا". لقد جاء إلى الأرض، وأخذ هيئة إنسان؛ صار الكلمة الأزلي جسدًا؛ الله ظهر في الجسد. وفي مسلكه على هذه الأرض، كان من مسرة كل اللاهوت أن يحلَّ فيه ( كو 1: 19 ). ولكن قبل أن نتمكن من أن نأخذ من ملئة نعمة فوق نعمة، استوجب الأمر أن يموت ابن الله. ولو لم يكن قد مات، وأكمل عمل الصليب، لظل ملؤه عزيز المنال على الخطاة، ولبقى مُستغلقًا أمامهم إلى الدهر. لكنه - له المجد - سعى إلى الصليب، وأكمل العمل العجيب. والذي لم يعرف خطية، جُعِلَ خطية لأجلنا. والآن مكتوب عن هذا الإنسان المُمجَّد "فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا. وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ (كاملون) فِيهِ" ( كو 2: 9 ، 10). فذاك الذي حوى كل الملء من الأزل، الذي جاء إلى هذه الأرض، وفيه حلّ كل الملء، الذي مات على الصليب، هو الآن كإنسان في المجد، وفيه يحلّ كل ملء اللاهوت جسديًا، وكل هذا لأجلنا. ونستطيع الآن أن نأخذ نعمة فوق نعمة، بسببه ولأجله، إذ هو الإنسان الثاني، رأس الخليقة الجديدة، الذي معه جعلنا الله واحدًا. وإذ قُرّبنا إلى الله بهذا الشكل، واغتسلنا، وتقدسنا، بل تبررنا باسم الرب يسوع وبروح إلهنا، لنا أن نأخذ كل ما نحتاج إليه. ونحن نأخذ، ليس لاستحقاقنا، بل نأخذ "مِنْ مِلْئِهِ ... وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ". ومَن يستطيع أن يُحصي ما في هذه العبارة من مراحم وإحسانات؟ إن صفحات وصفحات يمكن ملؤها بالخيرات والبركات والفرح والسلام والتعزية والقوة والحكمة ... إلخ. وكل هذه مُتضمَّنة في عبارة "نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ". نعم، هنا يليق بنا أن نضع القلم، ونعترف بعجزنا عن أن نأتي على كل غنى وكمال واتساع "نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ".

كلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net