الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 17 أغسطس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حَنَّة وصَمُوئِيل
"أَصْعَدَتْهُ مَعَهَا بِثَلاَثَةِ ثِيرَانٍ وَإِيفَةِ دَقِيق وَزِقِّ خَمْرٍ" ( 1صموئيل 1: 24 )
حَنَّة صلّت وأنشدت، وصارت أمًا لصموئيل المصلّي ( مز 99: 6 )، وجدة لهيمان مرنم الهيكل ( 1أخ 6: 33 ). صلّت أولاً طالبة ابنًا، وفي ضيقتها بكت وهي تصلي ( 1صم 1: 10 ). ومن أسف أن "عَالِي الْكَاهِنُ" الذي كان يجب أن يُوجد على صلة وثيقة مع الله، كان مقطوع الشركة معه تعالى، بحيث لم يميّز الفارق بين امرأة حزينة وأخرى سكرى. ولما أصلحت له حَنَّة خطأه، لم يكن منه إلا أن يقول لها بغموض "اذْهَبِي بِسَلاَمٍ، وَإِلهُ إِسْرَائِيلَ يُعْطِيكِ سُؤْلَكِ الَّذِي سَأَلْتِهِ مِنْ لَدُنْهُ"" ( 1صم 1: 17 ).

والرب في جوده سمع صرخة جاريته، وفي الوقت المعيّن وُلد الابن وسميّ صَمُوئِيل الذي معناه "مسؤول من الله" لأنها قالت: "لأَنِّي مِنَ الرَّبِّ سَأَلْتُهُ" (ع20). ومن تلك اللحظة كرّسته الأم للرب طبقًا لنذرها في صلاتها. جعلته نذيرًا لله، وهي في ذلك قدوة كريمة للأمهات المؤمنات في كل العصور. ولنقف هنا قليلاً ونسأل أنفسنا نحن الوالدين عما إذا كانت لدينا الرغبة في أن يكون لأولادنا - فوق كل شيء - انفصال لله، أو هل نرجو لهم أن يكونوا شهودًا للمسيح في هذا المشهد الذي ليس المسيح فيه؟

وكم ذا قرأنا في سجلات ملوك إسرائيل هذه العبارة "وَاسْمُ أُمِّهِ ...". هل تعني هذه العبارة أنه كان للأمهات تأثير كبير في تشكيل أخلاق أولادهن؟ المحقق أن تيموثاوس يدين بالفضل الكثير لجدته لوئيس وأمه أفنيكي ( 2تي 1: 5 ).

لما فطمت حَنَّة ابنها أخذته إلى شيلوه وعلى أساس الذبيحة قدمته للرب. فالثَّوْر الذبيح مُحرَقة يُحدثنا عن المسيح في موته التكريسي المُطلَق، وتُحدثنا إيفة الدقيق عما كانه - له كل المجد - في ناسوت اتضاعه أمام عيني الله، كما تُكلمنا زق الخمر عن الفرح الذي وجده الله في شخصه الكريم (ع24، 25). وهكذا في القيمة التي لكل ما هو المسيح لله - رمزيًا - قُدّم صموئيل للرب "وَسَجَدَ هُنَاكَ لِلرَّبِّ" (ع28).

فراداي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net