الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 18 سبتمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ
"ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ" ( لوقا 5: 4 )
كان التلاميذ مُتعبين في ذلك الصباح على بحيرة جنيسارت وكانوا متضايقين. لقد تعبوا الليل كله ولم يُمسكوا شيئًا، وإذا بشخص يبدو كأنه غريب عنهم، يطلب إليهم شيئًا لا يروق في نظرهم. لم يُمسكوا سمكًا في الليل فكيف يُمسكون في وضح النهار؟ هذا أمر لا يقبله منطق الصيادين. لذلك لا عَجَب أن أجابوه بالقول: "يَا مُعَلِّمُ، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئًا".

ونحن قد يُطلب منا شيء يبدو لأول وهلَة أنه مستحيل، قد يُطلب منا أن نخرج لعالم يتطوح بعيدًا عن الله لكي نصطاد منه نفوسًا للمسيح. فهل هذا أمر يستحق مجرد المحاولة؟ نحن عُرضة لأن ننظر إلى الوراء، إلى الماضي فنرى في حياتنا سلسلة فشل متصلة الحلقات. نرى عهودًا كثيرة فشلنا في الوفاء بها، ونرى خطايا ظاهرة تتعلق بعدم أمانتنا، ونسمع من خلال الماضي القريب والبعيد زفَرَات أنين وتذمر، كما نرى مواتًا في المسيحية الاسمية وفتورًا عند المؤمنين.

لكن رغم هذا كله يأمرنا الرب أن نتقدم مرة أخرى، وأن نُلقي شباكنا للصيد. نعم أنت وأنا بكل ما مُنينا به من فشل في الماضي، وبكل ما فينا من ضعف وجُبن، ورغم ما يحيط بنا من متاعب ومعوقات، مطلوب منا أن نبعد إلى العمق ونُلقي شباكنا للصيد. إن الرب يأتمنك ويأتمني على خدمة ولو بسيطة، في وِسعك ووسعي أن نقوم بها. فهل نؤديها؟ أم تدور مشغوليتنا حول خلاص نفوسنا وكفى؟ وحول راحتنا وشبعنا وكفى؟ إن كان هذا لسان حالنا، إذًا لنطرح روح الاكتفاء الذاتي، ولنتقدم. ليَقُل كلٌّ منا "هأَنَذَا أَرْسِلْنِي" ( إش 6: 8 ). لكن ليكن معلومًا أن روح الله هو الذي يطلب منا أن نذهب، وهو لن يقدم لنا عملاً لنعمله أكبر من طاقتنا على العمل، فقط علينا أن نطيع وهو لن يتركنا في وقت الشدة والخطر.

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net