الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 26 سبتمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا
" السَّمَاوَاتِ ... مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ" (فيليي 3: 20)
تتكرر كلمة "نَنْتَظِرُ" بحسب الأصل اليوناني في العهد الجديد 8 مرات، رقم الخليقة الجديدة. وهي كلمة تعني أنه مهما طال الزمن سننتظر، وسنظل مترقبين بصبر رغم عامل الوقت. ولقد وردت هذه الكلمة عينها في رومية 8 ثلاث مرات، وتُرجمت هناك "مُتَوَقِّعِينَ" ( رو 8: 19 ، 23، 25).

ذكر أحد الأفاضل أنه عندما سمع عن مجيء الرب لأول مرة، وأشرقت هذه الحقيقة بقوة في قلبه، فإنه كان عندما يمضي لينام، كان يتوقع أن يأتي الرب قبل أن يستيقظ، وإذا استيقظ، كان يتوقع مجيء الرب قبل أن ينتهي اليوم. هذه هي الترجمة العملية للكلمة اليونانية التي تُرجمت هنا "نَنْتَظِرُ"، وتُرجمت في رومية8 "نَتَوَقَّعُ". ويا ليتنا نعود إلى هذه الأشواق العذراوية لمُلاقاة العريس.

إذًا فنحن لا ننظر حولنا لكي نرى علامات، بل ننظر فوقنا منتظرين الذي لأجلنا قد مات. ولقد كان إبراهيم أبو المؤمنين أيضًا ينتظر "بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِنًا فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ... لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا الله" ( عب 11: 9 ، 10). فكم بالحري نحن الذين لا ننتظر مدينة سماوية فحسب، بل ننتظر رب الفداء، وعريس السماء؟ إن ذاك الغالي على قلوبنا، والذي ننتظره، سيأتي إلينا يومًا وذا قريب "مَارَانْ أَثَا" ( 1كو 16: 22 ).

وعندما يأتي "سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا" ( في 3: 21 ). ولذلك فنحن "نَئِنُّ مُشْتَاقِينَ إِلَى أَنْ نَلْبَسَ ... مَسْكَنَنَا الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ" ( 2كو 5: 2 ). فهذا الجسد الترابي الذي نلبسه الآن، مُصمّم للأرض ولا يصلح لتحمل مجد السماء، ولهذا فإن الرب سوف يُغيره "لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ"، وساعتها سيتم القول: "نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ" ( 1يو 3: 2 ). فيا ليت عيون قلوبنا تكون شاخصة إلى السماء في انتظار للمخلص الحبيب!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net