الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 12 ديسمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هذه هي وصيتي
هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم ( يو 15: 12 )
إن وصية الرب يسوع لتلاميذه في العُلية هي أن يحبوا بعضهم بعضًا ( يو 13: 34 ، 35؛ 15: 12، 17). وقد تحققت فيهم هذه الوصية بعد قيامة المسيح من الأموات وانسكاب الروح القدس عليهم، فأحب بعضهم بعضًا من نفس نوع محبة المسيح لهم، وإن كان قياس محبة المسيح أعلى من أن يبلغه قديس.

والرسول يوحنا يسترجع هذه الوصية موجهًا إياها لنا قائلاً: «أيضًا وصية جديدة أكتب إليكم، ما هو حق فيه» ـ أي في المسيح. وهذا الحق الذي كان في المسيح وهو على الأرض «المحبة»، هذا الحق أصبح الآن فينا نحن أولاد الله ( 1يو 2: 8 ). وفي رسالته الثانية يكتب عن الوصية التي كانت عندنا من البدء ـ بدء وجود الرب على الأرض وخدمته ـ أن يحب بعضنا بعضًا (2يو5). وهنا نرى المحبة تُمارس في "دائرة عائلة الله"، ولذلك فمن الضروري أن نميز مَنْ هم أولاد الله الحقيقيين حتى يتسنى لنا أن نحبهم، وأن نمارس معهم المحبة في صورها المتنوعة ومجالاتها المختلفة حسبما تقتضي أسباب وظروف التقائنا بهم. ولكن لماذا يضع الله علينا إلزامًا بأن نحب بعضنا بعضًا؟ ذلك لأن الله يحب أولاده. فكما أنه هو يحب أولاده، يضع علينا إلزامًا بأن نحب مَنْ يحبهم وأن نحبهم باعتبار أننا إخوة، وبالتالي نحن جميعًا عائلة الله الواحدة التي يحبها الله ويحب كل واحد فيها على حدة.

على أن هناك وجهًا آخر استلزم هذه الوصية، وهي أن الله يعرف الذات البشرية عاملة فينا، وخاصة فيما يتعلق بالأمور الروحية التي نجد فيها الكبرياء تدفعنا للظن بأن غيرنا من أولاد الله لم يصل إلى ما وصلنا إليه، إذ هم على جهلٍ بها أو مقصرين في بلوغها، الأمر الذي نرى فيه الوصية لازمة لنحب مثل هؤلاء الأخوة، مما يحفظ قلوبنا من التشامخ الروحي.

كما أن الله يعرف مراوغات القلب البشري وحججه الواهية، والمبررات العقيمة التي نحاول بها إقناع نفوسنا عندما نرفض قبول البعض من أولاد الله الذين لا يوافقوننا آراءنا وأفكارنا، أو ممن لا يسيرون في ركابنا، ولذلك وضعتنا الوصية تحت إلزام بأن يحب بعضنا بعضًا.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net