فيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع ( في 4: 19 )
كانت حياة راعوث الموآبية كالوادي المليء بالجباب الفارغة ( 2مل 3: 16 ) ولكنها جاءت لكي تحتمي تحت جناحي إله إسرائيل، فكافأ إيمانها، وملأ بنعمته فراغ جبابها، فصارت كجنة ريًا ( إش 58: 11 ). فدعونا ـ أيها الأحباء ـ نرتوي معها من ملء جبابها، متذكرين أن «الله لنا إله خلاصٍ، وعند الرب السيد للموت مخارج» ( مز 68: 20 ).
1ـ جُب الاغتراب: كانت راعوث موآبية غريبة، وحسب الناموس «لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب ... إلى الأبد» ( تث 23: 3 ). لكن النعمة حققت ما كان بالناموس مستحيلاً «شعبك شعبي وإلهك إلهي» ( را 1: 16 ). وماذا عنا نحن «الأمم قَبلاً»؟ إننا كنا «بدون مسيح، أجنبيين ... غرباء... بلا إله ... ولكن الآن في المسيح يسوع، أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين، صرتم قريبين بدم المسيح .... لستم إذًا بعد غرباء ونُزلاً، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله» ( أف 2: 11 - 19).
2ـ جُب الترمل: لقد ترملت من محلون العليل ذي الفاقة، لكن الله عوَّضها ببوعز (الذي فيه القوة)، جبار البأس (عظيم الثروة). ونحن كنا في آدم أبناء الغضب، أمواتًا كالرمم في أرض التعب و«في أدم يموت الجميع» ( 1كو 15: 22 )، ولكن بارتباطنا بالمسيح المُقام من الأموات، نلنا الحياة و«في المسيح سيُحيا الجميع» ( 1كو 15: 22 ).
3ـ جُب الحرمان من النسل (الثمر): لكن بارتباطها ببوعز «أعطاها الرب حَبَلاً فولَدت ابنًا» ( را 4: 13 ) ومن نسلها جاء المسيح حسب الجسد. ويا لها من نعمةٍ تفيض بالإحسان، أننا نحن أيضًا كنا «عبيد الخطية» بلا ثمر للبر، أما الآن فقد صرنا لآخر (المسيح)، للذي قد أُقيم من الأموات لنُثمر لله ( رو 7: 4 ).
4ـ جُب الاسم واللقب: لم تَعُد "راعوث الموآبية" بعد ارتباطها ببوعز. بل "امرأة بوعز" ثم صار اسمها عنوانًا لهذا السفر. ثم نعود لنقرأ اسمها على أول صفحات العهد الجديد كجدة لرب المجد يسوع المسيح (مت1). ويا عزيزي القارئ: تُرى .. ما هو اللقب الذي اتصفت به قبلاً؟ ربما كنت فلان الخاطئ .. السكير .. الشتَّام .. الطمّاع .. إلخ «لكن اغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم» ( 1كو 6: 11 ) واسماؤنا كُتبت في السماوات، وصار لنا كل ما للمسيح: غنى، كرامة، حياة، قداسة، بر، ميراث، مجد .. له كل المجد.