الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 7 فبراير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جئتني أنعشت روحي
قريبٌ هو الرب من المنكسري القلوب، ويخلِّص المنسحقي الروح ( مز 34: 18 )
أخي الحبيب: في حالة إعيائك وشعورك بصِغَر النفس، وأنت غارق في بحر من الهموم مترامي الأطراف، وحولك الغمام كثيف، والرؤية ضعيفة، والوهن حال بك، هيا يا أخي .. ارفع عينيك إلى السماء قائلاً: «معونتي من عند الرب، صانع السماوات والأرض» ( مز 121: 2 ).

ألا تتذكر مريم المجدلية التي ذهبت إلى القبر والظلام باقٍ، ولم تجد يسوع في القبر، وسمعت كلام الملاكين، والظن يملأ قلبها بأنهم أخذوا سيدها الذي تحبه. وبينما هي واقفة عند القبر خارجًا تبكي، جاء إليها السيد المعبود وقال لها: «يا امرأة، لماذا تبكين؟ مَنْ تطلبين؟ .. يا مريم». وهكذا رأت مريم الرب، وطمأن قلبها، وكفكف دمعها. فحقّ لمريم أن تقول للرب: جئتني أنعشت روحي، صِرت أنت بهجتي!

وعندما ترك تلميذا عمواس التلاميذ، وكانا في طريق عودتهما إلى بلدتهما، وكانا عابسين، يتكلمان بعضهما مع بعض عن الحوادث والأمور التي حدثت أخيرًا، والمختصة بيسوع الناصري. وبينما هما يتحاوران، اقترب إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما. ثم بدأ الحديث معهما بسؤال كان بمثابة سؤال الطبيب الذي سيعالج الداء، وإذ كان يتكلم معهما ويفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب، ابتدأ الحجاب الذي يستتر به الرفيق المجيد يرِّق تدريجيًا. وعندما ألزماه أن يمكث معهما، دخل واتكأ معهما، وأخذ خُبزًا وبارك وكسر وناولهما، فانفتحت أعينهما وعرفاه. فقالا بعضهما لبعضٍ: «أ لم يكن قلبنا مُلتهبًا فينا، إذ كان يكلمنا في الطريق، ويوضح لنا الكتب؟». حقًا إن لكل منهما أن يقول للرب: جئتني أنعشت روحي، صرت أنت بهجتي!

لقد تقابل "ربي وإلهي" مع أرملة نايين، وكانوا لنعش ابنها الوحيد حاملين، وقلبها يتمزق وهي تذرف الدمع السخين، لكنه لمس النعش، وبكلمة من "رئيس الحياة"، قام الشاب وخرج من بين أنياب الموت اللعين، فدفعه إلى أمه وسط حشود المُشيعين. أ فلا يحق لها أن تقول للرب: جئتني أنعشت روحي، صرت أنت بهجتي!

عزيزي: إن سيدي المعبود في مسيرة حياته هنا على الأرض، كم أنعش أرواح الكثيرين، وأدخل البهجة والفرح إلى قلوب الحزانى والمنكسرين، فهو بحق عاضد الساقطين ومقوّم المُنحنين.

خليل حزقيال
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net