الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 19 مايو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
علاج النعمة لضعف الإيمان
وانتقل إبراهيم من هناك إلى أرض الجنوب .. وقال إبراهيم عن سارة امرأته: هي أختي. فأرسل أبيمالك ملك جرار وأخذ سارة ( تك 20: 1 ، 2)
في تكوين 20 كان إبراهيم مُحبَطًا للغاية إذ رأى دخان حريق سدوم يصعد إلى السماء، فظن أن الرب أحرق المدينة ولوطًا في داخلها، فحزن واكتئب على ابن أخيه، وكنتيجة لهذا الاكتئاب والإحباط انتقل بعيدًا عن مشهد الحريق، فانتقل إلى أرض الجنوب وتغرَّب في جرار بين قادش وشور. وما أخطر القرارات المتسرعة، ولا سيما التي تؤخذ في لحظة إحباط أو اكتئاب، وهناك عاوده مرض ضعف الإيمان من جديد، فأفقده تركيزه واتزانه، فعاد لخوفه وإنكاره! (قارن تك12: 10- 20). وكما حدث في المرة الأولى في مصر، حدث ثانية هنا، فقد أُخذت سارة لبيت أبيمالك ملك جرار، وذهب هو إلى بيته الخالي، ليجتر آلام الوحدة وعار الخزي. أتخيله يجلس مكومًا في أحد الأركان ورأسه بين ركبتيه، وهو شيخ بلغ المائة من عمره، ودموعه تنهمر على الأرض، بينما منظر سارة وهي تؤخذ منه كسيرة ذليلة لا يفارق عينيه، فتارة يجهش بالبكاء، وتارة يعض أنامله ندمًا على قسوته عليها، وما فعله بها وهي زوجته المحبوبة لقلبه، وخزيًا من نفسه التي فعلت هذه الفعلة لا مرة بل مرتين. وكالمرة الأولى أيضًا توصد الأبواب في وجهه، ولا نجاة ستأتي من هنا كالمعتاد.

لكن .. فجأة يأتي الحل من هناك، من عند إله كل نعمة. فيأتي الله شخصيًا إلى أبيمالك في حلم الليل ويقول له: «ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها ... فالآن رُدّ امرأة الرجل، فإنه نبي، فيصلي لأجلك فتحيا» ( تك 20: 3 - 7)!! يا للعجب! يا للكرامة التي يعطيها إله كل نعمة لمؤمن في قاع بئر الخزي والخجل! يا لكرامته الآن أمام الناس وأمام سارة، إذ يشهد الله نفسه عنه بأنه نبي!! يا للشفاء العجيب بنعمة إله كل نعمة!!

ولقد ظهرت فاعلية هذا العلاج بشكل بديع، إذ لا يرجع إبراهيم بعدها إلى ما كان عليه قبلها، بل يصبح أروع مما كان بكثير!!

وهناك الكثيرون من أبطال الإيمان الذين ضعف إيمانهم وعالجهم إله النجاة بالنعمة. وفي كل هذه الحالات أظهر العلاج بالنعمة فاعلية عجيبة في الشفاء، إذ أنه لم يرجع مرضاه إلى حالتهم قبل المرض، بل أرجعهم أفضل مما كانوا قبله! بل الأروع، أنه نجح في أن يظهر قلب وحُب إله كل نعمة.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net