وجاء إلى الناصرة .. ودخل المجمع .. وقام ليقرأ .. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبًا فيه: روح الرب عليَّ... ( لو 4: 16 - 18)
كل ما كان في كيانه من الداخل هو شريعة إلهه، ولم تكن توجد لديه رغبة إلا في إتمام هذه الشريعة. ولا عجب في ذلك، فهو الوحيد الفريد الذي انطبق عليه، تمام الانطباق، القول: «شريعة إلهه في قلبه. لا تتقلق خطواته» ( مز 37: 31 ).
وإننا نراه في لوقا4: 16- 20 لا يتمم الشريعة فقط، بل «يعظّم الشريعة ويكرمها» ( إش 42: 21 ). ليتنا نتعلمه ونتعلم منه، كيف نتعامل مع شريعة إلهنا.
* لقد «قام ليقرأ». إنه ـ له كل المجد ـ كان يقرأها بكل الاحترام والوقار، ولم يجلس إلا بعد أن طوى السفر وسلَّمه إلى الخادم.
* وعندما دُفع إليه سفر إشعياء النبي، فتح السفر و«وجد الموضع الذي كان مكتوبًا فيه روح الرب عليَّ، لأنه مسحني». فلأن شريعة إلهه في وسط أحشائه، فبكل روعة ودقة، وجد الموضع الذي فيه الكلام المناسب للإعلان المناسب عن برنامج خدمته في زمان نعمته.
* والنص الذي قرأه الرب هو إشعياء61: 1، 2، ولكنه بحكمة بالغة وفائقة، لم يقرأ الجزء الأخير من هذين العددين، وهو «لأُنادي ... بيوم انتقام لإلهنا». لقد قرأ فقط الجزء الذي تم في مجيئه الأول، لأنه جاء بالنعمة، ومع أن النعمة كانت على وشك أن تُرفض من الشعب، ولكن وقت النقمة لم يكن قد جاء، الأمر الذي سوف يتم في مجيئه الثاني حين يصب غضبه على أعدائه في ظهوره.
يا لروعة سيدي!! لقد كان يعرف كيف يقرأ، ومتى يقرأ، وماذا يقرأ، ولماذا لا يقرأ!! إنه الفريد المجيد في كل شيء.
وبعد أن قرأ ـ تبارك اسمه ـ «طوى السفر وسلَّمه إلى الخادم، وجلس» صورة لجلوسه في عرش الآب، بعد تكميل عمله الكفاري، وتسليمه سفر النعمة لخادم الإنجيل ليكرز به، بالنيابة عن سيده طيلة غيابه في بيت الآب، وجلوسه على عرش النعمة في عهد النعمة الحالي.
فيا ليتنا نتأمله لنتعلمه ونتعلم منه، لأن «مَنْ مثله مُعلمًا» ( أي 36: 22 ) فيكون شعار كل منا «خبأت كلامك في قلبي لكيلا أُخطئ إليك» ( مز 119: 11 ).