الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 21 مايو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تجربة المسيح (1)
فتقدم إليه المجرِّب وقال له: إن كنت ابن الله فقُل أن تصير هذه الحجارة خبزًا ( مت 4: 3 )
كإنسان جُرِّب المسبح في البرية من إبليس، وكإنسان خرج غالبًا. وقد جاء نزاله مع إبليس في برية قاحلة وسط الوحوش الضارية، وكان وقتها صائمًا وجائعًا ومُنهَك القوى الجسدية كإنسان؛ لكنه انتصر، وكان انتصاره ساحقًا.

والتجربة الأولى كانت على المستوى المادي. لقد أتى الشيطان للسيد مستغلاً الظروف المادية، وحاجته إلى الطعام، فقال له مُشككًا. «إن كنت ابن الله فقُل أن تصير هذه الحجارة خبزًا» ( مت 4: 3 ). كأنه يريد أن يقول: "هل أنت حقًا ابن الله؟ إذًا كيف يتركك الله في هذه الأرض الموحشة، مُحاطًا بالوحوش، جائعًا ولا تجد لنفسك طعامًا. إني أقترح عليك مَخرجًا مما أنت فيه: قُل أن تصير هذه الحجارة خبزًا".

أ ليس هذا ما يفعله الشيطان معنا في الظروف الضاغطة؛ إنه يشككنا في محبة الله وصلاحه، بل وفي بنويتنا له، ثم يوحي علينا مقترحاته للخروج من الأزمة، استقلالاً عن الله، ودون انتظار لمشيئته.

لم يكن هناك خطأ في أن يشعر المسيح، كإنسان، بالجوع الشديد. وما كانت هناك خطية في أن يستخدم إمكانيات، هي بالقطع في حوزته، لإشباع هذا الجوع. لكنه ـ تبارك اسمه ـ ما كان يتصرف قط بالاستقلال عن إرادة أبيه ودون انتظار لمشيئته. وهو القائل: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله» ( يو 4: 34 ).

إن الاحتياج المادي ما كان أبدًا حافزًا له طوال حياته. لقد صنع مئات المعجزات للناس، لكنه لم يصنع معجزة واحدة من أجل نفسه.

«فأجاب وقال: مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله» ( مت 4: 4 ). إن الحياة الحقيقية ليست هي الحياة المادية بل حياة الروح. والغذاء الحقيقي ليس هو الخبز المادي، بل كل كلمة تخرج من فم الله. والأفضل له أن يظل جائعًا مُنتظرًا لكلمة الله وخاضعًا لمشيئته، من أن يتحرك دون انتظار لإرادة أبيه. إنه «عبد يهوه» الحقيقي الذي قال: «يوقظ كل صباح، يوقظ لي أذنًا لأسمع كالمتعلمين» ( إش 50: 4 ).

متى ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net