الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آية يونان
كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ( مت 12: 40 )
يوم طلب الكتبة والفريسيون، في رياء، آية من الرب ليثبت أنه المسيا، أجابهم إجابة قاطعة «جيل شرير وفاسق، يطلب آيه ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ. رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمُناداة يونان. وهوذا أعظم من يونان ههنا» ( مت 39: 12 -41).

ومن أقوال الرب الخطيرة هذه، نستخلص أمرين: فهو يُصادق على قصة يونان، ويكشف لنا حقيقة عجيبة مدونة في السجّل الإلهي، كان يمكن أن تظل مغمورة. ذلك أن تاريخ يونان هو اختبار فريد، فهكذا أشار ابن الله عنه. وإلى جانب هذا، فإن دفن النبي في الحوت وخَلاصه في ما بعد، كان آية مقصودة لأهل نينوى، ورمزًا إلى موت وقيامة الرب يسوع المسيح. صحيح أن يونان لاقى آلامه في طريق العصيان، أما فيما يتعلق بالمسيح، فإننا نتأمل بإعجاب في ذلك الشخص الأمين أبدًا، الذي تألم ليتمم كل مشيئة أبيه. على أن هذا إنما برهن على صدق الحق القائل بأن الله يجعل غضب الإنسان يحمده، وأنه يمنع ما لا يحمده. فقد كان يونان بالنسبة لأهل نينوى إنسانًا قد اجتاز الموت والقيامة. وفي هذا هو يصوِّر سر الإنجيل المجيد. فإن ذلك المُعلَن الآن كغرض الإيمان، هو الذي أُسلِم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا. فقد دخل في الموت، ولكن لم يُمسك منه. وقد استطاع أن يقول «اكتنفتني مياه إلى النفس» أكثر مما اختبره يونان، لكن الله أقامه من الأموات شهادة على رضائه بعمل ابنه. وهذه هي الآية الوحيدة المُعلنة للناس. فكل الذين يؤمنون بالمخلِّص المُقام قد نجوا إلى الأبد من الغضب والدينونة التي كانت هي مصيرهم الحتمي.

عجيجُ عدلِ الله قدْ سكتهُ إلى الأبدْ
لما طَمَت لُججه عليكَ يا نعم السندْ
أمواجُهُ هدأتها إلى التمامِ يا حبيبْ
إذ كنت عنا نائبا بموتك على الصليبْ

هنري أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net