الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 أكتوبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النعم والآمين
لكن أمين هو الله إن كلامنا لكم لم يكن نعم ولا. لأن ابن الله يسوع المسيح، الذي كُرز به بينكم بواسطتنا.. لم يكن نعم ولا، بل قد كان فيه نَعَم ( 2كو 1: 18 ، 19)
عندما يقول الرسول: «إن كلامنا لكم لم يكن نعم ولا» فإنه يشير إلى أسلوب كرازته. ثم في الآية التالية، يذكر الموضوع العظيم لكرازته: يسوع المسيح ابن الله. ففيه تتثبت كل مقاصد الله، وفيه الثبات الأبدي.

ولكون هذا هو موضوع كرازة الرسول، فلقد كانت كرازته تتصف بالحسم واليقين. وهكذا أيضًا يجب أن يكون طابع الكرازة بالكلمة اليوم. فالوعاظ المُحدثون، يستطيعون فقط أن ينادوا بأفكار، أفكار تقوم على أحدث نظريات العلم ”الكاذب الاسم“، وهي دائمة التغيير. وكلماتهم بالتأكيد هي: ”نعم ولا“. فحقائق اليوم، التي يؤكدونها، ستُلغى قبل مرور سنوات كثيرة، كما أن ما اعتُبر حقائق من سنوات قليلة، قد أُلغيَ اليوم.

ولا داعي أن يزعجنا المُحدثون بلا مُبرر. فزمانهم قصير، وسرعان ما تسكت ادعاءاتهم الكاذبة. ولنحرص أن نكرز بالمسيح الذي لا يتغير، وبطريقة لا تتغير.

وهناك تناقض واضح جدًا بين «نعم ولا» في الآية 19، وبين «النعم والآمين» في الآية 20. فالأولى تشير إلى ما هو متذبذب ومُتعارض، والثانية تُشير إلى ما هو مؤكد وثابت، ثم سيتأكد نهائيًا في الوقت المُعيَّن «لأن مهما كانت مواعيد الله، فهو فيه ”النعم“ وفيه ”الآمين“ لمجد الله، بواسطتنا».

الإنسان متقلب. فبالنسبة له ”نعم“ في موقف، و”لا“ في الآخر، كما أن الإنسان متناقض عندما يتعلق الأمر بالله وبإرادته. وكثيرًا ما ينهار، وبالتالي ينفي كل ما يريده الله له. وردّه على إرادة الله هو دائمًا ”لا“. والعكس تمامًا موجود في المسيح «فهو فيه (كان) النّعم». فهو الذي قال «نعم» لكل مقاصد الله وإرادته.

وليس فقط أن «النَّعم» وُجدت فيه، بل أيضًا ”الآمين“. فهو ليس فقط يتوافق مع إرادة الله، المُعبَّر عنها في مواعيده، بل يتقدم لينفذها جميعًا، ويصل بها إلى التمام والكمال. ففيه تم الأمر، وسيتم، إلى أن تتحقق الآمين الكُبرى لكل مسرة الله، وبهذا يتمجد الله. أكثر من هذا، أنه يربح شعبًا يكونون خدامًا له لتنفيذ المشيئة الإلهية، وهذا ما تعبر عنه كلمة «بواسطتنا» في نهاية الآية 20. ويا له من ثبات وضمان أكيد ومجيد هنا! ويا له من يقين يطمئْن القلب في المسيح!

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net