الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 16 إبريل 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الموت عن الخطية
احسبوا أنفسكم أمواتًا عن الخطية، ولكن أحياءً لله بالمسيح يسوع ربنا. إذً لا تملكنَّ الخطية في جسدكم المائت لكي تُطيعوها في شهواته ( رو 6: 11 ، 12)
قبل تغييرنا، كنا أمواتًا بالنسبة لله وأحياء للخطية. لم يكن لنا اهتمام بشيء يخص الله، لم نكن نفهم أموره، وهذا جعلنا في برودة وموت. إلا أنه، عندما كان الأمر يتعلّق برغباتنا الطبيعية، أو بأي شيء يغذي غرورنا وحُبنا لذواتنا، كنا نموج بالحياة والاهتمام. أما الآن، بنعمة الله، فقد انقلب الوضع تمامًا كثمرة لكوننا في المسيح يسوع. وبعد أن ضبطنا حساباتنا لتتوافق مع الحقائق المتعلقة بموت المسيح وقيامته التي نعرفها، فإن الرسول يحدثنا عن شيء أبعد، فعلينا أن نُخضع ذواتنا لله، حتى تتم إرادته عمليًا وبالتفصيل في حياتنا.

ولكوننا أمواتًا عن الخطية، من الواضح تمامًا أن علينا التزامًا أن نرفض أن تكون للخطية أية حقوق علينا. فيما مضى، كانت الخطية تسود على جسدنا المائت، وكنا دائمًا نطيعها في شهواته المختلفة. هذا لم يَعُد له مكان (الآية 12). فقد مُتنا عن الخطية، السيد القديم، ولم يَعُد لها سلطان علينا. ولأننا «أحياء من الأموات»، فنحن ننتمي لله، ونحن بكل سرور نعترف بسلطانه علينا. ولذلك نُقدم ذواتنا لله. هذا التقديم شيء عملي (الآية 13). وهو يؤثر على كل أعضاء جسدنا.

فيما مضى، كان كل عضو، بشكل ما، في خدمة الخطية، وبذلك كان أداة للإثم، أَ ليس شيئًا عجيبًا، أن يصير كل عضو الآن في خدمة الله؟ فأقدامنا تسعى لتحقيق أهدافه، وأيدينا مشغولة بعمله، وألسنتنا تنطق بسُبحه. ولكي يتحقق كل هذا، لا بد أن نقدِّم ذواتنا لله. وتَرِد كلمة «قدموا» مرتين في الآية 13، ولكن في صيغتين مختلفتين: الأولى في صيغة النهي «لا تقدموا» وفي الأصل اليوناني تعني «لا تستمروا في تقديم» بمعنى أنه لا يجب أن نُقدم أعضاءنا للخطية ولا لحظة واحدة في حياتنا؛ أما الثانية، فهي في صيغة الأمر والإلزام «بل قدموا» بمعنى أن نقدمها، مرة واحدة وإلى الأبد، لله.

فلنسأل أنفسنا بأمانة: هل قدمنا ذواتنا لله فعلاً؟ هل أخضعنا ذواتنا وأعضائنا لله لتتميم مشيئته؟ إذًا، فعلينا ألا ننسى أبدًا التزامنا، وألاّ نقع في فخ تقديم أعضائنا، ولو للحظة للإثم، فنتيجته الوقوع في الخطية.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net