وأمام تحذيرات كهذه، ما أخطر ما قاله المسيح: «إن كل مَنْ ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه». إن مشاهدتنا لأي منظر دنس، سيستخدمه الشيطان حتمًا ليجرَّنا به إلى الخطية. لكن لنعلم أنه لا توجد خطية في التجربة طالما أننا قاومناها وانصرفنا في الحال عنها مُستندين على قوة الروح القدس. إنك لا تستطيع أن تمنع الطيور من أن تحلِّق فوق رأسك، لكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في شعرك.
وفي الواقع إن إمكانية التصوّر والتخيّل عند الإنسان، هي واحدة من أعظم وأكرم العطايا التي ميَّز الله بها الإنسان عن الحيوان، وإليها يعود الفضل في كثير من الأعمال العظيمة، وينبغي أن نشكر الله عليها وأن نخصصها لمجد اسمه لا إهانته. لكن ما الذي حدث من بداية تاريخ الإنسان؟ «ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصوُّر أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم (كل اليوم)» ( تك 6: 5 ). إن الوقوع في الأفعال الدنسة لا يأتي مُطلقًا من فراغ، بل تسبقه تخيلات دنسة، وهذه لا بد وأن تكون سبقتها نظرات دنسة! وكلام الرب في موعظة الجبل يؤكد أن عين القلب تُثار بعين الرأس. والرب يريد منع الخطية من المنبع، فنتجنب كل سُبل الإثارة.
وإذا كان الرب يحذرنا من النظرة التي تقود إلى الوقوع في الخطية، أ فلا ينبغي أن تحترس النساء مما يرتدين لئلا يكون مُثيرًا للشهوات والغرائز؟ إن الكتاب المقدس يعلمنا أن الذي يقع في الخطية مُذنب، لكن ذنب الذي تسبب في الوقوع في الخطية أكبر، كقول المسيح: «الذي أسلمني إليك له خطية أعظم» ( يو 19: 11 ).