الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 7 مارس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شعب الله وعين الإيمان
مَن هو الفلسطيني الأغلف حتى يُعيِّر صفوف الله الحي؟ ( 1صم 17: 26 )
إن إلهنا المجيد دائم العمل، فهو يدرب في الخفاء أُناسًا هو مزمع أن يستخدمهم علانية. إنه يُعرِّف خدامه بنفسه، في رهبة وسكون مقادسه، ويستعرض عظمته أمام عيونهم، وبذلك يقدرون أن ينظروا بيقين إلى صعاب الطريق. وهذا ما حدث مع داود الذي كان منفردًا مع الله وهو يرعى الغنم في البرية، وامتلأت نفسه بخواطر عن قدرة الله، وها هو الآن يظهر في وادي البطم بكل بساطة وكرامة رجل الإيمان. فقد ثبت فشل الإنسان وعجزه التام على مدى أربعين يومًا بواسطة الجبار المتعجرف جليات. ولم يستطع شاول ولا أولاد يسى الثلاثة الكبار، ولا حتى يوناثان أن يعملوا شيئًا.

ضاع كل شيء، أو هذا ما بدا على الأقل، حتى ظهر الفتى داود متمنطقًا بقوة ذلك الإله الذي كان على وشك أن يُخفض إلى التراب كل عظمة وجبروت ذلك الفلسطيني المتكبر. فقد سمع داود تعييره واشتَّم منه في الحال تعييرًا وتجديفًا على الإله الحي، الأمر الواضح من قوله: «مَن هو هذا الفلسطيني الأغلف حتى يعيِّر صفوف الله الحي؟». لقد رأى داود في هؤلاء المرتعبين، جيش الله الحي وفي الحال جعل المسألة بين الرب وهذا الفلسطيني.

ويا له من أمر مُطمئن ومعزِ! إن تغيير الظروف لا يمكن أن يُجرِّد شعب الله من كرامتهم ومعزتهم في عين الإيمان. أجل، قد يراهم الإنسان الطبيعي مُذلين كما في حالة إسرائيل في هذه المناسبة، لكن الإيمان يدرك قصد الله مما يحدث، ويدرك أن شعب الله لا يمكن أن يفقد غلاوته في عيني الله. ولذلك أمكن لداود أن يرى في إخوته الذين يرتجفون مَنْ قد خصصهم الله لنفسه وأتحد نفسه بهم. ومن ثم لا يليق بهم إطلاقًا أن يُعيَّروا من هذا الفلسطيني الأغلف.

صحيح أن إسرائيل جلب على نفسه كل هذا الشقاء والذل بسبب عدم أمانتهم، وصحيح أن وقوفهم أمام عدوهم في ضعف وتخاذل لم يكن من عند الرب، بل كان ثمر أفعالهم، والإيمان يُسلِّم بكل ذلك. إلا أن السؤال ما زال هو: «مَن هو هذا الفلسطيني الأغلف حتى يعيِّر صفوف الله الحي؟». هذا هو تساؤل الإيمان. فرجل الإيمان لم يبصر جيش شاول، كلا، بل رأى جيش الإله الحي؛ جيش تحت أمرة هذا الإله الذي قاد جُنده عبر البحر الأحمر، وفي البرية المُخيفة وعبر الأردن. وليس أقل من ذلك ما رأته عين الإيمان.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net