الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 25 إبريل 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كل ينابيعي فيك!
اسمعي يا بنت وانظري، وأَميلي أُذنك، وانسي شعبك وبيت أبيكِ ( مز 45: 10 )
إن العروس في مزمور45 وقد تمتعت بنعمة المسيح ، مطلوب منها أن تكون «مَنَسَّى» حقيقية ( كو 3: 4 )، تنسى شعبها وبيت أبيها. فلا تتحول عائدة إلى ما تركته خلفها، إلى الحالة التي لا تتفق وعلاقتها بذلك الشخص المجيد الذي يشتهيها لنفسه. فهو الرب، ومن حقه أن يتملك سجود النفس وكل عواطفها. وفي التسليم والخضوع له تستطيع أن تستمتع بعذوبة محبته وحلاوتها؛ وإذا ما جعلناه كل شيء لنا، فسنجد بلا شك، أنه أكثر مما يطلب القلب، فيه أكثر من الكفاية لِما تسعى إليه النفس. ولعلنا لا ننسى أن المعرفة التي يفوز بها الإنسان الجديد هي أن «المسيح الكل» (كو3: 4، 11) وأن جميع الأغراض المنافسة التي تريد أن تنافسه في حقوقه علينا يجب أن تتبدد وتفسح له الطريق.

ما أبسطه حقًا للمسيحي، حقًا لا يحتاج إلى التشديد عليه. ولكن الأمر ـ بالأسف في بعض الأحيان ـ يحتاج إلى هذا التشديد. فما أقل بين الذين تحولوا إليه ووجدوا منه الجواب على مطالب أنفسهم ـ ما أقل الذين منهم يتخذونه لتدبير كل أعوازهم! وما أكثر الذين يحفرون لأنفسهم آبارًا مُشققة، قبل أن يستودعوا أنفسهم بعزم القلب للنبع المجاني، مصدر الماء الحي! وما أقل الإدراك العملي لكفاية المسيح وحده، وأنه لا سواه كفيل لكل مطالبهم، وبينما يضيفون إلى المسيح أمورًا أخرى، فإن الأمر ينتهي بهم إلى التضور جوعًا.

وهذا ما نجده بالاختبار. فإن أسعد أوقاتنا هي التي نكون فيها في حالة العَوز والحيرة، حين ينكسر كل عكاز، فنسمع الصوت الحلو «إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب». لكن يا للحزن ويا للخزي أننا لم نسمع هذا الصوت قبل ذلك، ولم نكتشف إلا متأخرًا أنه جدير منا بكل الثقة.

ألا ليت لنا كل الاعتماد على المسيح من جهة كل شيء! الاعتماد الذي يبرهن عن نفسه في استقلالنا عن جميع الأشياء وجميع الناس ما عدا سيدنا. وما أسعدنا إذ نعلم أن هناك شبعًا في متناول كل إنسان. وإنه لا شيء يمنعه عمَن يسعى إليه ويطلبه. ولكي نتمتع بهذه الحالة ينبغي أن يكون كل منا «مَنَسَّى»، وجوهنا نحو السماء، غرضنا وجعالتنا المسيح، لنربح المسيح ونوجد فيه. هذا سبيل التقدم والنُصرة، حيث نتمتع بكفاية الرب كل الطريق.

ف.و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net