الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 4 سبتمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كالب وعثنيئيل
وقال كالب: مَن يضرب قرية سفر ويأخذها أُعطيه عكسة ابنتي امرأة. فأخذها عثنيئيل بن قناز أخو كالب. فاعطاه عكسة ابنته امرأة ( يش 15: 16 ، 17)
خاض كل من كالب وعثنيئيل حربًا لامتلاك قرية في أرض عمانوئيل: كالب امتلك ”قرية أربع“، وعثنيئيل امتلك ”قرية سفر“. وهناك ارتباط بين المعنى الروحي للمدينتين، فقرية أربع سُميت كذلك على اسم الرجل الأعظم في العناقيين، بينما قرية سفر تعني قرية كتاب. فنحن في قرية أربع نجد تعظيم الإنسان، وفي قرية سفر نتقابل مع أفكار الإنسان. والكتاب المقدس يقرن بين عظمة الإنسان الفارغة وأفكاره الباطلة في 1كورنثوس2: 6- 8. ولا مكان يليق بهما إلا صليب المسيح. إنهما مُمثلان في شريعة البقرة الحمراء (عدد19) بالأرز والقرمز، اللذين مكانهما في وسط حريق البقرة الحمراء.

تمتلئ كتب البشر بتعظيم الإنسان، أما الكتاب المقدس فلا يُعني إلا بتعظيم الرب يسوع المسيح وحده.

لكن ليس فقط كل من كالب وعثنيئيل امتلك مدينة، بل إن كلاً منهما خلع على المدينة اسمًا جديدًا. وبالنسبة لعثنيئيل فقد دعا القرية التي امتلكها «دبير».

لقد كان اسم دبير قبلاً قرية سفر، أي قرية ”كتاب“، وكانت هذه القرية تحت سيطرة العدو، لكن مَن يريد أن يحرر شعب الله من الأعداء، وهذا ما فعله عثنيئيل بن قناز بعد ذلك، إذ حررهم من عبودية ملك أرام النهرين، يجب أن يبدأ بأن يمتلك الكتاب، وأن يحرره من الأعداء. وبعد ذلك عليه أن يحول هذا الكتاب من مجرد كتاب، ليصبح أقوالاً يحيا على هَدْيها ويعيش بموجبها. أي أن هذا الكتاب العظيم الذي هو في نظر الكثيرين كتاب قديم، يصبح أقوال الله الحي، وبالتالي تصبح تلك الأقوال أقوالاً إلهية ( أع 7: 38 )، أو بلغة الرسول بطرس «كلام الحياة الأبدية» ( يو 6: 68 )، ويكون ذلك بمثابة الخطوة الأولى للانتصار على العدو.

ولعلنا نتعلم الدرس الروحي عينه من أسد الله الحقيقي ربنا يسوع المسيح، ذاك الذي أحرز النُصرة النهائية على قوى الشر، والذي حرر شعب الله من عبودية الخطية والشيطان. لقد كانت أولى انتصارات المسيح عندما جُرِّب من إبليس في البرية، وهناك نرى تقديره العجيب لكلمة الله. لقد كانت كل إجاباته على المُجرِّب من المكتوب (متى4). فهلا أخذنا لأنفسنا الدرس والعِبرة من قدوتنا العظيم ربنا يسوع المسيح؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net