الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 10 أكتوبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يقين الإيمان
فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقًا كرَّسه لنا حديثًا حيًا، بالحجاب، أي جسده ( عب 10: 19 ، 20)
في عهد الناموس، لم يكن الساجدون يستطيعون الدخول إلى حضرة الله. فالحجاب يسد الطريق. ولكن لم يَعُد هناك عائق الآن. فعمل المسيح قد أرضى مطالب الله، ولذلك انشق الحجاب، والطريق إلى الأقداس صار مفتوحًا. كما أن ضمائرنا تطهرت، وبذلك نستطيع أن نقف في سلام أمامه. ولنا يقين أن ذبيحة المسيح الواحدة قد مَحت كل خطايانا، وكمَّلتنا إلى الأبد. وجلوسه الحالي عن يمين الله، هو الدليل المجيد على أن قضية خطايانا قد سوّيت وإلى الأبد. ولو لم يكن لنا هذه الثقة، لَمَا استطعنا السجود. فالإنسان الذي ليس لديه اليقين ولا الاطمئنان لمكانته أمام الله، ليس في حالة تمكّنه أن يسجد، مهما كانت رغباته ونواياه مستقيمة وصالحة.

فجسد المسيح قد شُقَّ، وإذ أُكمل العمل، صار الطريق إلى الله مفتوحًا، وكل مؤمن يستطيع أن يقترب بثقة مقدسة. وعبارة «في يقين الإيمان» (ع22) تمجد الله حقًا، مهما كان فكر البعض. وكم نصطدم بأولئك الذين ليس لديهم يقين بأي شيء، ويظنون أن هذه هي الحالة الصحيحة واللائقة للمؤمن! هذا الفكر مرفوض. لأنه إذا كنا نعتمد على أنفسنا، لنا فعلاً أن يملأنا الخوف والارتعاد، ولكن لأننا نعرف أن امتيازاتنا المسيحية تقوم جميعها على عمل الرب يسوع، لا نجرؤ أن نسيء إليه بالشك فيه وفي وعوده.

ولكن جيد أن نتذكر أن حالتنا الحالية لم تصل للكمال. فأن نكون كاملين من جهة الضمير لا تعني بالضرورة أن نكون كاملين في كل شيء. وفي الحقيقة أنه طالما نحن في الجسد، فكل خدمة لنا ستكون ناقصة بالنسبة لمقاييس الله، وما كنا نرغب فيه. إني لا أتكلم الآن عن الخطية الفعلية، بل عن النقص الناتج عن ضعفنا. وهنا يتدخل كهنوت المسيح كمُعين لنا. وإذ لنا «كاهنٌ عظيم على بيت الله» (ع21). ففيه تُقبل كل الذبائح الروحية التي نرفعها لله. فهو يقدمها لله نيابة عنا، مصحوبة بكل كمالاته والرائحة الذكية لشخصه المبارك إلى الأبد ولعمله. كم في هذا من راحة لقلوبنا! فمَن منا لم يشعر بصدق الكلمات: ”ضعيف هو جهد قلبي، وأكثر أفكاري حرارة هي باردة“. وعليه، فكم نحن معتمدون عليه، ليس فقط في احتياجنا العام في البرية، بل في أسمى خدمة ممكنة لقلوبنا التي تجددت!

و.و. فاراداي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net