الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 29 أكتوبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شمشون ونقطة ضعفه
ولما رأت دليلة أنه قد أخبرها بكل ما بقلبه، أرسلت فدَعَت أقطاب الفلسطينيين وقالت: اصعدوا هذه المرة فإنه قد كشف لي كل قلبه... ( قض 16: 18 )
من قراءتنا لقصة شمشون، نفهم أن شمشون كان يمثل مشكلة قومية للفلسطينيين، فقرروا التخلص منه بأي ثمن. لذا فقد تتبعه أقطاب الفلسطينيين، فعرفوا أين اعتاد أن يرتاد. وعرفوا لماذا هو كثير التردد هناك. ويا لها شهادة مؤسفة أمام الغرباء، من القاضي والمخلِّص لشعب الله، والنذير لله!

ودعنا قبل الاسترسال في المأساة نقول: ليتنا نخشى الله، فإن عينيه تراقباننا، وترى أين نتحرك، ولماذا. قال داود: «يا رب، قد اختبرتني وعرفتني. أنت عرفت جلوسي وقيامي، فهمت فكري من بعيد، مسلكي ومربضي ذرَّيت، وكل طرقي عرفت» ( مز 139: 1 - 3). ولكن دعنا أيضًا نخشى من الأعداء، الذين ما أن يكتشفوا نقطة الضعف فينا، فإنهم جاهزون تمامًا لاستغلالها، ربما لإمتاعنا مبدئيًا، ولكن لتدميرنا نهائيًا. إنهم لن يتورعوا عن تقوير عيوننا، لو أننا في حماقتنا أعطيناهم الفرصة لذلك.

ونحن إن كنا مُخلِصين، علينا أن نعترف أن فينا ميلاً للّعب بالخطية، لا الهَرَب منها. وأن نستهين بها بدلاً من أن نخاف منها. كم هو سهل، وربما مُلذ اللعب مع دليلة! وكم هو صعب أن ترفض أية صورة للعلاقة معها، وأن تقول: ”لا“، كما فعل يوسف الذي «أبى»! أن تفعل الخطية كأن تترك نفسك للجاذبية الأرضية، وأن ترفض الخطية كمَن يصعد ضد الجاذبية. ولكن هذا الذي يسير ضد الجاذبية يقترب من الله، ذلك لأن في قلبه جاذبية أعظم للأمور السماوية، وللحضرة الإلهية، فأيهما تختار؟ تذكَّر ماذا حدث لشمشون واعتبِرْ! وتأمل نهايته، وارتعبْ!

حقًا إن العِبرة بالنهاية. لكن مع ذلك احذر أيها الشاب واحذري أيتها الشابة من الخطوة الأولى، فهي التي تحدد المسار. ولا تنسَ أن الطريق زلقة، وكثيرون من شعب الله شعروا بأنهم ماضون نحو دمارهم، ومع ذلك لم يستطيعوا التراجع، ولم يجدوا لديهم القدرة أو الشجاعة لتغيير الوضع، وخرّوا صرعى الشهوة!

إن سؤال بولس الخطير: «أ نبقى في الخطية لكي تكثر النعمة؟»، كانت إجابة الرسول الحاسمة عليه هي: «حاشا، نحن الذين مُتنا عن الخطية، كيف نعيش بعد فيها؟» ( رو 6: 1 ، 2)، أما إجابة شمشون فكانت مختلفة. لقد أجاب: ”وما المانع؟ دعنا نجرِّب!“. ولقد جرَّب، والنتيجة هي أن الذي لم يَمُت عن الخطية، أماتته الخطية!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net