الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 28 مايو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوشيا ونهايته المُحزنة
ولم يحوّل يوشيا وجهه عنه بل تنكر لمقاتلته، ولم يسمع لكلام نخو من فم الله، بل جاء ليحارب... وأصاب الرُّماة الملك يوشيا... ( 2أخ 35: 22 ، 23)
يا لها من نهاية مُحزنة! طالما كان يوشيا يسير في نور الوحي الإلهي كان طريقه ساطعًا بأشعة الحضرة الإلهية اللامعة، ولكن في اللحظة التي حاول فيها أن يعمل لأجل نفسه، أن يسير بنور عينيه، أن يبتعد عن الطريق الضيق والمستقيم؛ طريق الطاعة المجرَّدة، في تلك اللحظة تجمعت حوله السُحب المظلمة الكثيفة، والطريق التي افتُتحت في ضوء الشمس اختُتمت في الظلماء.

ذهب يوشيا لمحاربة نخو ملك مصر، بدون أي أمر من الله، بل ذهب في مقاومة مباشرة للكلمات الصادرة من «فم الله». تداخل في حرب لا تعنيه وحصد النتائج.

«تنكَّر لمقاتلته»! ولماذا يتنكر إذا كان واثقًا أنه يعمل لأجل الرب؟ لماذا يلبس ثوب التنكر إذا كان يطأ الطريق المعيَّن له من الله؟ أسفاه! أسفاه! فشل يوشيا في هذا، وفشله يعلمنا درسًا مهمًا حبذا لو ننتفع به! يا ليتنا نتعلم أن نسعى للحصول على مشورة الله في كل ما نفعل، ولا نعمل شيئًا بدونها! يمكننا أن نعتمد على الله إلى أقصى حد إذا كنا سائرين في طريقه، ولكن ليس لنا أي ضمان إذا كنا نحاول أن نبتعد عن الخطة المعيَّنة لنا من الله.

لم يكن عند يوشيا أمر أن يحارب في مجدّو، ولذلك لم يستطع الاعتماد على حفظ العناية الإلهية له. «تنكر» ولكن ذلك لم يحمهِ من سهم العدو «أصابه الرماة»، صوّبوا نحوه الضربة القاضية فسقط بين دموع وحسرات شعبه الذي أحبه بسبب حياة التقوى الصحيحة والتكريس القلبي.

يا ليتنا نُعطى نعمة لنتمثل به في تقواه وتكريسه، ونحذر من عناده، لأنه أمر خطير أن يصرّ أحد أولاد الله على عمل إرادته الخاصة. ذهب يوشيا إلى مجدو في الوقت الذي كان يلزمه فيه أن يبقى في أورشليم، فأصابه الرماة فمات. ذهب يونان إلى ترشيش بينما كان عليه أن يذهب إلى نينوى، فأُلقيَ في العمق. أصرّ بولس على الذهاب إلى أورشليم مع أن الروح حذره، فوقع في أيدي الرومانيين. كل هؤلاء خدام حقيقيون، ومجاهدون مُكرسون لله لكنهم فشلوا في هذه الأمور، ومع ذلك حوّل الله فشلهم إلى بركة، وفي الوقت نفسه حصدوا ثمار فشلهم «لأن إلهنا نار آكلة».

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net