الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 21 يونيو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أكل جسد ابن الإنسان وشرب دمه
لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق. مَن يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه ( يو 6: 55 ، 56)
ما الذي كان يقصده المسيح من قوله: «جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق» (ع55)؟

يقصد المسيح أن الطعام الحقيقي، «الطعام الباقي للحياة الأبدية»، هو أن تأكل من شخصه مبذولاً على الصليب، بحيث لو أنك ملأت بطنك من الطعام البائد، الذي أشار إليه المسيح في بداية حديثه مع اليهود، وهو الطعام الذي يدخل إلى المعدة ثم يخرج إلى الخلاء، تكون كأنك لم تأكل على الإطلاق، وتمضي إلى الجوع الأبدي. كم من أشخاص مثل الغني المذكور قصته في لوقا16 كان يملأ بطنه إلى الدرجة التي كان فيها لعازر المسكين المطروح عند بابه، يشتهي أن يملأ بطنه من الفُتات الساقط من مائدة الغني، ولكنه بعد موته مضى إلى الجوع الأبدي وإلى العطش الأبدي! لقد أكل كثيرًا، لكنه لم يأكل مُطلقًا الأكل الحقيقي في كل حياته.

نعم إن المسيح المبذول على الصليب هو المأكل الحق للنفس وللروح، ولكنه ليس المأكل الحقيقي للجسد الذي هو أقل مكونات الإنسان الثلاثية.

ونتذكر أن المسيح في هذا الإنجيل عينه قال: «أنا الكرمة الحقيقية» (15: 1). وكون المسيح هو الكرمة الحقيقية لا يعني بالطبع أنه كرمة حرفية، فالحقيقي هو عكس الوهمي، لكن لا ينفي أن يكون القصد منه قصدًا مجازيًا. لقد كانت إسرائيل في القديم «كرمة» ( مز 80: 8 ؛ إش5: 7)، وهي لم تكن كرمة حرفية ولا حقيقية، بل كرمة رمزية. وهكذا هناك الرمزي والحرفي والحقيقي. المسيح هو النور الحقيقي وليس النور الحرفي، وهو الخبز الحقيقي وليس الخبز الحرفي.

إن المسيح وهو يشير إلى الجسد والدم، فإنه بذلك يشير إلى تجسده «فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما» ( عب 2: 14 ). وكون الجسد هنا منفصلاً عن الدم، فهذا يفيد حدوث الموت. لقد قدَّم المسيح نفسه على المذبح. والشخص عندما يأكل من الجسد ويشرب من الدم، فإنه يؤمن بهذا العمل العظيم، بل ويخصص هذا الموت لنفسه، ويستفيد من كل قيمة هذه الذبيحة الكريمة، وينال بذلك الحياة الأبدية.

عزيزي القارئ: ما أكثر الذين يَزنون فضتهم لغير خبز، وتعبهم لغير شبع ( إش 55: 2 ). لكن ما أسعد مَن آمن بالمسيح وصليبه! فهل أنت واحد منهم؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net