الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 14 يناير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ملكة سَبَا والخصي الحبشي (1)
وسمعت ملكة سبا بخبر سليمان لمجد الرب، فأتت لتمتحنه بمسائل ( 1مل 10: 1 )
رجلٌ حبشي خصي.. كان قد جاء إلى أورشليم ليسجد
( أع 8: 27 )

في ملكة سَبَا وفي الخصي الحبشي اللذين ينتميان، في الغالب، إلى بلد واحد، ولو أنهما في زمانين مُتباعدين، نجد عدم شبع القلب البشري في أفخر أمور هذا العالم ما دام ينقصه شخص المسيح، إنما الشبع والامتلاء فيه وحده تبارك اسمه الكريم، سواء عرفناه في النعمة أو في المجد.

كانت ملكة سَبَا تتقلد كل الجلال الملكي، وتحوطها أبهة المُلك من كل جانب، وكل مسرات بني البشر طوع أمرها وفي متناول يدها. وواضح أنه كان لها من الصحة والعافية ما يمكنها من التمتع بها جميعًا. كان العالم في خدمتها، ولكن عجز العالم عن أن يُشبع نفسها وإذا بقلبها جوعان وظمآن، يطلب ريًا وراحة من جهة أمور تساوره، ولم تجد ريّها أو راحتها في قصرها الملكي، فتحملت مشاق رحلة طويلة من أقصى الأرض إلى أورشليم، لأنها سمعت بخبر سليمان ”لمجد الرب“ أو ”من جهة اسم الرب“. وجاءت أورشليم وهناك وجدت أكثر جدًا من كل ما سمعته وتوقعته. لقد شبعت روحها ورأت عيناها في كل شيء هناك ما مَلك عليها مشاعرها وملأ نفسها بفرحٍ لا يُنطق به ومجيد لأن مجد الرب كان هناك لامعًا ومُنيرًا في سليمان الذي كان ظلاً له في مدينة الملك العظيم، التي كانت ”سماء تحت السماوات“. لم يستطع العالم أن يُشبع أشواق قلبها، لكن الرب الآن ملأه فرحًا فائضًا، ورأت في هذا مكسبًا يفوق الذهب والفضة، وأفضل من طيبات الأرض كلها. وإذ أُجيب على كل مسائلها، فرحت نفسها، وارتاحت عينها إلى كل مناظر المجد ـ مجد الله ـ فقدمت ذهبها وأطيابها وحجارتها الكريمة وغنى مملكتها كذبيحة شكر متواضعة.

وهناك فرق بين ملكة سبا والخصي الحبشي؛ فالمسيح في المجد هو الذي استُعلن للملكة، والمسيح في نعمته وتواضعه هو الذي استُعلن للخصي. سليمان أظهر لها المَلك في جماله، وإشعياء كرز بالخروف المذبوح. ولكن لا فرق. كلاهما شبع وارتوى وفاض. إن المسيح في تدبير النعمة الحاضر ـ تدبير الخلاص المختوم بالدم ـ يعطي شبعًا وسلامًا للخاطئ. والمسيح في مظهر أمجاده المَلكية العتيدة، سيُشبع ويُبهج أُمم العالم وكل خليقة الله. هو هو المسيح، سواء كان كحَمَل الله على المذبح، أو كملك المجد على العرش. فيه شبع وكفاية للكل «مجدٌ وجلالٌ قدامه ... العز والجمال في مقدسه» ( مز 96: 6 ).

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net