الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 21 أكتوبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما لكَ ههُنا يا إيليا؟
قد غِرت غيرةً للرب إله الجنود، لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف، فبقيت أنا وحدي ... ( 1مل 19: 10 )
بعد الانتصار العظيم على جبل الكرمل، كان إيليا يتوقع أن يُحمل على الأكتاف، وإذ به يُفاجأ برسالة من إيزابل تهدده فيها بالقتل، فهرب لأجل نفسه. فالذات التي تبغي الكرامة والمدح هي نفسها التي تنسحب وتنزوي هربًا من التجريح والإهانة التي قد تلحق بها في طريق خدمة الرب.

وعندما عاتبه الرب بالقول: «ما لكَ ههُنا يا إيليا؟»، كان رده يُعبِّر عن حالة الضعف التي وصل إليها «غِرت غيرةً للرب إله الجنود، لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف، فبقيت أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي ليأخذوها» ( 1مل 19: 10 ). ومن خلال كلماته نرى كيف أن الذات كانت عاملة.

1ـ أشار لإنجازاته: في قوله «غِرت غيرة للرب»، أراد أن يوضِّح للرب ماذا عمل، مع أن الرب يعلم الكل، ومكان المكافأة أمام كرسيه، وهناك لن ينسى حتى كأس ماء بارد قُدِّمت باسمه. لكن كم من المرات نُشابه إيليا في الحديث عما فعله الرب بنا في الخدمة!

2ـ الشكاية والأنين: بدلاً من أن يتشفع لأجل الشعب مثلما فعل موسى ( خر 32: 21 )، نراه يتوسل ضد إسرائيل ( رو 11: 2 ). اتهم الشعب شاكيًا أنهم قتلوا الأنبياء. فانخفاض محبته للشعب جعله يشتكيه ولا يرى فيه سوى العيوب. وهكذا لا يمكن أن تكون كلمات الشكاية على أفواهنا وفي الوقت ذاته ندّعي أنه توجد محبة في قلوبنا. ولا يمكن لشخص أن يشتكي الشعب ويخدمه في آنٍ واحد، فكان أمرْ الرب له: «اذهب .. وامسح أليشع ... نبيًا عوضًا عنك» ( 1مل 19: 15 ، 16).

3ـ إحساسه بأنه الوحيد الأمين: «فبقيت أنا وحدي»، مع أنه يوجد الكثيرون قال عنهم الرب «سبعة آلافٍ، كل الركب التي لم تجثُ للبعل». والمشغولية بالذات تقودنا إلى أن نرى أنفسنا وخدمتنا فقط، ولا نرى ما يقوم به الآخرون، مع أنهم قد يكونون في عيني الرب أكثر أمانة منا. وأمام كرسيه ستُمتدح الأمانة التي ظهرت في حياة قديسيه «نعِمًّا أيها العبد الصالح والأمين! كنت أمينًا في القليل فأُقيمك على الكثير».

ليت هذه الدروس التحذيرية يكون لها صدى في حياتنا وخدمتنا، فنحرص على إرضاء الرب لا إرضاء ذواتنا.

أنور داود
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net