الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  الاثنين 1 مارس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تكلفة الخدمة (2)
في كل شيء نُظهر أنفسنا كخدام الله. في صبرٍ كثير، في شدائد، في ضرورات، في ضيقات، في ضربات، في سجون، في اضطرابات، في أتعاب، في أسهار، في أصوام ( 2كو 6: 4 ، 5)
في 2كورنثوس6: 3- 10، عندما أراد بولس أن يقدم نفسه ومَن معه «كخدام الله»، بدأ بالقول: «في صبرٍ كثير». وخيار الصبر في حدّ ذاته شاق جدًا، بصفة خاصة في عصر السرعة والإنجاز الذي نعيش فيه. فهو يتعارض مع رغبات الجسد الجامحة، ويصبح غير منطقي في عصر ما بعد عصر السرعة! أما الخدمة، ففي كلمة الله كثيرًا ما تُشبَّه بالزرع، فيه الحَرث ثم رمي البذار، ثم انتظار يصحبه توقع صابر، حتى ينمي الرب. فهل نصبر منتظرين ثمار الكلمة التي زرعناها؟ أم نطلب النتائج السريعة بغضّ النظر عن كونها حقيقية أم لا؟ هل نصبر على الآخرين، محتملين إياهم، حتى ينموا ويدركوا معاملات الله؟ أم في تعجل نحكم عليهم فنفشِّلهم؟ هل نصبر ملتمسين توقيتات الله في كل ما نعمله؟ أم نتسرع فنتصرف بحسب البشر؟

وإذ صَبر، كان عليه أن يتحمل «شدائد .. ضرورات .. ضيقات». مرة ثانية أقول: إن هذا أمر صعب في زمن الرفاهية الذي نعيش فيه. إن التاريخ القريب يُخبرنا عن أفاضل تكبدوا الكثير من المشقات. لقد قطعوا الكيلومترات سيرًا على الأقدام أو على ظهور الدواب، حاملين أغراضهم على أكتافهم. ناموا في العَراء أو مع البهائم. ارتضوا بالقليل من كل شيء دون تذمر. قَبِلوا كل ضيق حاسبينه فرحًا. ولم يكن أمامهم إلا غرض واحد: أن يكرموا المسيح!

بخجل أقولها: ليتنا نتعلم، فلا نطلب ما هو أكثر راحة في خدمتنا، بل نسعى لتتميمها مهما تكبدنا من مشقات.

وعندما نصل إلى قوله: «في ضربات، في سجون، في اضطرابات، في أتعابٍ»، هل نجد بعد ذلك من تصوير لتكلفة الخدمة؟! وبالمقارنة، ألا نعترف بأنه ما أبخس التكلفة المطلوب منا أن ندفعها نحن في خدمتنا، ومع ذلك ”نفاصل“ فيها؟

«في أسهار، في أصوام»، ولنقِّر جميعًا أننا في هذا من المقصّرين. فكم سهرنا روحيًا وفعليًا، من أجل الخدمة؟! وكم من أجلها لم نجد طعامًا، فبِتنا صائمين؟

ومرة أخرى يؤكد بولس على التكلفة الأدبية التي قد يكون من الواجب أن ندفعها حتى لا تتعطل الخدمة «بـ.. هوان، بصيتٍ رديء .. كمُضلِّين ونحن صادقون، كمجهولين ونحن معروفون، كمائتين .. كمؤدَّبين .. كحزانى ..».

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net