الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 22 مايو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أمام الله (2)
حيٌ هو الرب إله إسرائيل الذي وقفت أمامه، إنه لا يكون طلٌ ولا مطرٌ في هذه السنين إلا عند قولي ( 1مل 17: 1 )
أمام الله يمتلئ القلب شجاعةً وثباتًا. كان إيليا إنسانًا تحت الآلام مثلنا، وأحد رعايا أخآب الملك الشرير، ولكنه استطاع أن يواجهه ويهدده بالقول: «أنه لا يكون طلٌ ولا مطرٌ في هذه السنين إلا عند قولي» ( 1مل 17: 1 ). والسر في هذه الشجاعة كامن في القول: «حيٌ هو الرب ... الذي وقفت أمامه». وكان داود فتى صغير، بعصا في إحدى يديه ومقلاع في الأخرى، عندما تقدم إلى جليات الفلسطيني بطوله وعرضه الذي لم يسبق لهما مثيل، وبأسلحته وعُدده التي ترهب أبطال الحروب، لكن داود على ضعف مظهره استطاع أن يقتل جليات رغم رهبة جانبه، والسر في هذا لم يكن في المقلاع والحجر ولكنه في القول: «أنت تأتي إليَّ بسيفٍ وبرمحٍ وبترسٍ، وأنا آتي إليك باسم رب الجنود ... اليوم يحبسك الرب في يدي» ( 1صم 17: 45 ، 46). فداود لم يكن يرى جليات أمامه، ولكنه كان يرى أمامه ربه وخالقه. إيليا قدر أن يُجيب أخآب بالقول: «لم أكدِّر إسرائيل، بل أنت وبيت أبيك» ( 1مل 18: 18 )، وهو الذي انتصر على أنبياء البعل وذبحهم جميعًا. وهو الذي أغلق السماء ثلاث سنين ونصف ثم فتحها، لا لأنه كان يمتلك قوة ممتازة في ذاته، ولكن لأنه كان يستمد القوة من ذلك القدير الذي كان «واقفًا أمامه»، ولكن في الوقت الذي تحوَّل فيه نظره عن الله إلى إيزابل، خاف وهرب وطلب الموت لنفسه.

وداود الذي كان يتغنى بالقول: «لا نخشى ولو تزحزحت الأرض، ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار» ( مز 46: 2 )، و«أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا» ( مز 23: 4 ) و«إن قامت عليَّ حربٌ ففي ذلك أنا مطمئنٌ» ( مز 27: 3 )، ما كان يستطيع أن ينطق بهذه الأقوال إلا لأنه قَرَنها بالقول: «لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يُعزيانني» و«جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع» ( مز 16: 8 ). أما عندما تحوَّل نظره عن الرب إلى شاول الملك، خاف وهرب وقال في قلبه: «إني سأهلك يومًا بيد شاول، فلا شيء خيرٌ لي من أن أفلت إلى أرض الفلسطينيين» ( 1صم 27: 1 ). فما أكبر الفرق بين الحالتين، بل ما أكبر الفرق بين النظرتين وبين الوقفتين. وما أشبه الإنسان أمام الله بالصفر الذي ليس له قيمة إلا أمام الواحد الصحيح.

ج.ب. ستوني
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net