الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 مايو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
موت الصليب
ربنا يسوع المسيح ... بذل نفسه لأجل خطايانا، لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب إرادة الله وأبينا ( غل 1: 3 ، 4)
الابن الذي هو في حضن الآب قبل كون العالم، أتى في ملء الزمان من امرأة «وُضع قليلاً عن الملائكة ... لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحدٍ» ( عب 2: 9 ). أتى ليخلِّص ويفدي، من ثمَّ مات من أجل الأثمة. مجَّد أباه على الأرض، العمل الذي أعطاه إياه الآب ليعمله قد أكمله. كان موته كذبيحة عن الخطية لأجل مجد الله. الراعي الصالح بذل نفسه عن الخراف بذلاً كاملاً لا حدّ له، بذلاً كان باعثًا آخر لأن يحبه الآب «لهذا يحبني الآب، لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا ... هذه الوصية قبلتها من أبي» ( يو 10: 17 ، 18).

موت الصليب فريد في بابه وليس له نظير، لا يتكرر بسبب فاعليته الأبدية. أي إنسان في وِسعه أن يعبِّر عن هذه الأحزان أو يصف هول آلام الجلجثة حينما المسيح «حمل خطية كثيرين» في الساعة الرهيبة لما ملأ الضيق نفسه، ويبست مثل شقفة قوته، ولصق لسانه بحنكه، وانفصلت كل عظامه، وذاب قلبه وسط أمعائه! آه يا لعمق حزنه وقوة آلامه التي لا يُعبَّر عنها! وقد دان الله «الخطية في الجسد» فصرخ المسيح متألمًا: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني، بعيدًا عن خلاصي، عن كلام زفيري؟ إلهي، في النهار أدعو فلا تستجيب، في الليل أدعو فلا هُدُوَّ لي». حينما كسر العار قلبه المُحب، وضُرب القدوس وجُلد، ودُقت المسامير في يديه ورجليه، لم يقف بجانبه ملاك يشدده ولا مُحب ولا صديق يطيِّب خاطره ويعضده، ومُنعت الشمس عن أن تُنير مشهده، الكامل في إيمانه كما يدل عليه صراخه، مُبررًا يهوه، ساجدًا له، مخاطبًا إياه: «وأنت القدوس الجالس بين تسبيحات إسرائيل» ( مز 22: 3 ).

وهكذا استطاع الابن أن يمجد الله. ولم يمكن لأحد إلا الإنسان الذي هو رجل رفقة يهوه رب الجنود، أن يتلقى في قلبه طعنة السيف المُستلّ؛ سيف عدالة الله، ولم يكن غيره أهلاً لأن يشرب آخر نقطة في كأس دينونة الله العادلة ضد الخطية، وليس إلا صخر الدهور استطاع أن يحتمل الأمواج واللُّجج. قدوس الله وحده أمكنه أن يُجعل خطية ولعنة لأجلنا. ابن الإنسان البار أمكنه دون غيره أن يكون ضامنًا لنا. مَن غير الراعي الصالح في مقدوره أن يموت عن الخراف؟ مَن غير يسوع ابن الله يقدر ويريد أن يخلِّصنا؟ أكرم بها من ذبيحة!

تشارلس ستانلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net