الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 7 يناير 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النور والمحبة لكل الأجيال
الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ اَلْحَقِيقيّ اَلآنَ يُضِيءُ … مَنْ يُحبُّ أخَاهُ يَثْبتُ في النُّور ( 1يو 2: 8 ، 9)
أحبائي، من المعروف أن الله نور كما أن الله محبة. فهيا بنا لنُطعَم على مزيج عجيب من المحبة والنور يتمشى على الأرض في شخص المسيح؛ تلك المحبة النورانية التي لم تتساهل إطلاقًا مع خطية. والقداسة المُحبة التي لم ينفر منها حتى العشارين.

ـ في مذود بيت لحم تجدنا نتعجب من المحبة التي ألبست القوة الأزلية رداء الضعف والاتكال. وكم تؤخذ قلوبنا بالنور الذي في بيت الناصرة الذي وهو في تمام الخضوع للمطوَّبة ويوسف، كان عليه في ذات الوقت أن يكون فيما لأبيه ( لو 2: 49 ، 51). ما أجمله!!

ـ ولو جلسنا بجواره على بئر سوخار (يو4) سنرهب أمام النور الذي سطع في ضمير امرأة سامرية مسكينة، وسنسجد لمحبته التي قدمت لها عطية الله والماء الحي الذي ينبع إلى حياة أبدية .. ما أجوده!!

ـ ويوم موت لعازر أعلنت محبته لمرثا أنه القيامة والحياة، كما سارت (ذات المحبة) مع مريم خطوة بخطوة إلى قبر أخيها مشاركة إياها دموعها. بينما لمع نور الحياة في حَزمه الشديد مع عدم الإيمان «أَ لم أقُل لكِ إن آمنتِ ترين مجد الله؟» ( يو 11: 25 - 44). ما أمجده وكله مشتهيات!!

كم نخشع أمام النور الذي اخترق ضمائر الكتَبة الذين اشتكوا على المرأة الزانية! ( يو 8: 1 - 11)، بينما المحبة صرفتها مُبكتَّة غير مُعاقبة، مُعطية إياها قوة لعدم الخطية: «اذهبي ولا تخطئي». ما أقوى نعمته المُحررة!!

إننا نتعبد له عندما نتذكَّر كيف عاتب النور المطوَّبة عند تدخلها غير الواعي، وكيف أن المحبة أثناء أمرّ ساعات آلامه قسوة، فكَّرت في هذه الأم المثالية.

إننا نقف بهيبة في حضرة نور ذاك الذي كشف ما في قلب سمعان الفريسي ( لو 7: 36 - 50) ووَّبخه على مائدته. والمحبة التي منحت الغفران والسلام والضمان لامرأة خاطئة، غسلت رجليه بدموعها. ما أرهبه، وما أعظم اتضاعه!!

إخوتي المباركين .. هذه لمحة سريعة من محبة السيد الفياضة ونوره الكشاف. فليتنا نسجد لمحبته ونتعلم كيف نعامل إخوتنا بمحبة نظير محبته. ولنَدَع نور محضره ينقي قلوبنا ويفتح عيوننا على عظمة شخصه، بل يقود سفن حياتنا، هذا هو امتيازنا عن الشعوب حولنا: ” نوره ومحبته“.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net