الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 21 أكتوبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كفَّارةً لخطايانا
فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا ( 1يو 4: 10 )
إن كان بر الله وقداسته استلزما الكفارة، فإن محبة الله ونعمته جهزتاها. ولقد رأى الله في الأزل الحَمَل الذي يصلح له «حَمَل الله» ( 1بط 1:  18؛ يو1: 29، 35)، وفي ملء الزمان أرسله ( غل 4: 4 )، وهو بذل نفسه فدية عندما مات فوق الصليب ( 1تي 2:  5، 6؛ تي2: 14).

ويعترض البعض على فكرة الكفارة بالقول: هل من العدل أن البريء يُضرب من أجل الأثمة؟ والإجابة طبعًا ليس هذا عدلاً لو كان البريء أُجبر عليه، أما عندما يُظهر المسيح استعداده الكامل طوعًا واختيارًا بأن يدفع هذه الغرامة نيابةً عني، فهذا لا يتعارض مع العدل في شيء. لقد قَبل المسيح ذلك بسرور، إذ كان يعلم أن موته وحده فيه تمجيد الله، وفيه خلاص الإنسان.

والمسيح في كل حياته على الأرض مجَّد الآب وهو يعمل الخير للإنسان. ثم مضى إلى الصليب ليموت هناك حتى يمجد الله أيضا كنائب عن الإنسان. في حياته مجَّد الآب بعمله الصلاح الذي لم يعمله الإنسان، وفي موته مجَّد الله بتحمله عقوبة الشر الذي لم يعمله هو، وفي الحالتين كان يفعل مشيئة الذي أرسله.

وبهذا العمل فإن الله استراح. نتذكَّر أنه في العهد القديم كثيرًا ما أعلن الله غضبه على الخطية ودينونته الرهيبة عليها. حدث هذا في الجنة (تك3)، ثم تكرّر بصورة أقسى في الطوفان (تك6-8)، ومرة أخرى تكرّر بصورة أبشع في حريق سدوم وعمورة (تك18، 19). وهذا هو الدرس الرئيسي الذي أراد الله أن يعلِّمه لشعبه في الذبائح المتكررة بغير نهاية والتي كانت النيران دائمًا تلتهمها. لقد أراد الله أن يعلِّم شعبه القديم مقدار كراهيته للخطية، ولهذا ما كانت النار تُطفأ مُطلقًا من فوق المذبح حيث التهمت نار الله ما لا يُحصى من الذبائح. لقد أتت النيران التي تمثل غضب الله ضد الخطية على كل الذبائح، ولم تخمد تلك النار مُطلقًا، إذ لم تستطع تلك الذبائح الحيوانية أن تُسكت غضب الله. حتى جاء المسيح، فاستطاع له المجد في ساعات الظلمة الرهيبة أن يحتمل دينونة الله الكاملة على الخطية، وأن يقول: «قد أُكمل» ( يو 19: 30 )، وبذلك فقد سكن غضب الله إلى الأبد.

أمواجُهُ هدَّأتَهـا إلى التمامِ يا حبيبْ
إذ كنتَ عنا نائبًا بموتك على الصليبْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net