الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 10 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أعداء قدماء في ميدان جديد
َكانَ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ رَجُلٌ يَهُودِيٌّ اسْمُهُ مُرْدَخَايُ ..،... عَظَّمَ الْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ هَامَانَ بْنَ هَمَدَاثَا .. ( أس 2: 5 ؛ 3: 1)
لما عُيَّن شاول ملكًا، أوصاه الله أن يتمم الأمر الذي فشل الشعب في تتميمه «اضرب عماليق، وحرِّموا كل ما له، ولا تَعفُ عنهم بل اقتُل رجلاً وامرأة ... بقرًا وغنمًا ...» ( 1صم 15: 3 ). وكان الله يعلم ضرورة تنفيذ هذا الأمر حرفيًا. ولكن بدلاً من أن يطيع شاول الطاعة الكاملة، نقرأ: «عفا شاول والشعب عن أجاج» (ع9).

تمر السنون، ولكن مخالفة شاول والشعب تجر وراءها نتائجها المحزنة. فقد سبق أن خسر شاول عرشه وحياته بسببها ( 1صم 15: 26 ؛ 2صم1: 8-10)، وها جنسه الآن يقاسي وهو في أرض بعيدة، على يد هؤلاء الذين عفا عنهم، آلامًا لا مثيل لها. إن ظل موت شنيع يهدد الرجال والنساء والأطفال من جنس شاول. ولولا عين الله الساهرة باستمرار عليهم لنفذ العماليقي في اليهود نفس العمل الذي سبق الله وأمر شاول أن ينفذه فيه. آه، ما أمرَّها سخرية! الشعب الذي أمر الله باستئصاله ولكن عفا عنه شاول، يعمل الآن على استئصال جنس شاول. ولا شك أن الشيطان كان ساهرًا على هذا الانقلاب، وإن لم ينجح في ذلك فهذا راجع إلى عناية الله بشعبه المسكين وشفقته عليه.

على أن في هذا درسًا لازمًا لشعب الله الآن. فعماليق يشير روحيًا إلى العدو المتأصل فينا جميعًا؛ ألا وهو الجسد. ولكن بينما يستحيل استئصال الجسد الآن، وبينما لا تنقطع حربنا معه ( غل 5: 17 )، إلا أن مشيئة الله من جهة كل منا التغلب المستمر على أعمال الجسد. فإن شهوة من شهوات الجسد، أو عادة ذميمة كان من المستطاع التخلُّص منها بسهولة في قوة ونضارة الحياة الجديدة، ولكنها كثيرًا ما تُترك، كما تُرك أجاج، ويكتفي المؤمن بالمظهر الخارجي من حيث عدم ظهور الشر في حياته الخارجية، فيُهدئ ضميره ويُسكِّنه. ولكن هذه الخطايا مهما كانت صغيرة في نظرنا، إن لم نتعامل معها بكل صرامة، لا بد وأن تجر وراءها أتعابًا ومرائر، ولا بد أن تُعيد علينا الكرّة بعد الكرّة في أوقات لا ننتظرها أو نتوقعها. وكم من آلام وأحزان يُقاسيها شعب الله نتيجة عدم الحكم على خطية معروفة! ليتنا نذكر دائمًا أنه كما أن الله زوَّد شاول بالقوة ليتعامل مع عماليق، هكذا زوَّدنا نحن بقوة الروح القدس الذي به نُميت أعمال الجسد. ليتنا لا نفشل كما فشل شاول!

فطالما نحن هنا نطلبُ عونًا ومَددْ
والروح فينا، وبهِ نُميتُ أعمالَ الجسدْ

و. ج. مكلور
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net