الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 11 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
منساسٌ أم وَتَد؟
كَلاَمُ الْحُكَمَاءِ كَالْمَنَاسِيسِ، وَكَأَوْتَادٍ مُنْغَرِزَةٍ، أَرْبَابُ الْجَمَاعَاتِ، قَدْ أُعْطِيَتْ مِنْ رَاعٍ وَاحِدٍ ( جا 12: 11 )
هل يمكن لواصفٍ فقيهٍ، أن يُقنِعَ قلبَ نبيهٍ، أن الراعيَ الواحدَ قد جادَ، بكلامٍ كالمَنَاسِيسِ ولكنه أيضًا أوتادَ؟ أ منساسٌ هو أم وتدٌ؟ أ هو ركضٌ واستمرار، أم ثباتٌ واستقرار؟ أ هو سعيٌ مبين، أم جذورٌ تضرِبُ في تربةِ اليقين؟

إن كلمة اللهِ هي كالمنساسِ وكالوتدِ في آنٍ واحدٍ، فهي من شأنِها أن تملأنا دافعًا وعزيمةً لحسن الركض والمسعى، وجعالةُ دعوةِ الله العُليا تتلألأ نصبَ أعيننا. وفي الوقتِ عينِهِ تمنحنا ثباتًا ورسوخًا لمزيدٍ من الترعرع في تربةِ الحق، شأن الوَتدِ الذي يربط الخيمةَ بالأرض تمامًا، فتظل تعلن عن استقرارٍ، غير آبهةٍ بمطرٍ أو إعصارٍ. فقديمًا في حِقَبِ الخرابِ، حين استجلب زنى الشعب شرَ العقابِ، أدرَك النابهون وأولو الألبابِ، قيمة المناسيسِ كذا الأوتادِ. فها المنساس بيدِ شمجرَ بن عناةَ، بالخلاصِ ناطقًا ( قض 3: 31 ). وها الوتَدُ في يدِ ياعيل، لرأسِ وصدغ سيسرا ساحقاً ( قض 5: 26 ). وها الرسول المغبوطُ يهتِفُ تشوقًا لنخس المناسيس: «أفعل شيئًا واحدًا: .. أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام، أسعى نحو الغرض» ( في 3: 14 ،13)، وفي الوقتِ ذاتِهِ، آن ركضِهِ وركضنا كذلك، يهيب بنا أن لا ننسى الأوتادَ: «وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة، حتى تستطيعوا أن تُدركوا مع جميع القديسين، ما هو العرض والطول والعُمق والعلو، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة» ( أف 3: 18 ). وأيضًا: «متأصلين ومبنيين فيه، ومُوطَّدين في الإيمان، كما عُلِّمتم» ( كو 2: 7 ). أوَ ليس هذا أيضًا ما نَصَح به بولس تيموثاوس في شغَبِ الأيامِ الأخيرة، أقصد المنساس والوَتَد؟ فبالمنساس:

«وأما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا، واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة. جاهد جهاد الإيمان الحَسَن، وأَمسك بالحياة الأبدية التي إليها دُعيت» ( 1تي 6: 12 ،11)، وبالوَتدِ:

«وأما أنت فاثبت على ما تعلَّمت وأيقنت، عارفًا ممَّن تعلَّمت» ( 2تي 3: 14 ).

صديقي لنَثبت، ولكن لا تنسَ أنه علينا أيضًا أن نسعى.

يا ربُّ ثَبتني وكُنْ مُمتَلِكًا إرَادَتِي
دَرِّبْ حيَاتي سَيِّدي في مَنْهَـجِ القَدَاسَةِ

بطرس نبيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net