الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 20 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نعمان وإطاعة الإيمان
فَنَزَلَ وَغَطَسَ فِي الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، حَسَبَ قَوْلِ رَجُلِ اللهِ، فَرَجَعَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ وَطَهُرَ ( 2مل 5: 14 )
درس هام كان يجب أن يتعلَّمه نعمان؛ الرجل المتكبر «اذهب واغتسل سبع مرات في الأردن»، ولكنه يُجيب «أَ لَيس أَبَانة وفَرفَر نهرا دمشق أحسن من جميع مياه إسرائيل؟ أَمَا كنت أغتسل بهما فأطهر؟» (ع12). قد يكون النهران أمام العين الطبيعية أحسن من جميع مياه إسرائيل، ولكنهما لم يكونا لينفعاه شيئًا. ولو أنه اغتسل فيهما سبعين مرة لَمَا خرج إلا أبرص كما هو. فما هي إذًا الخواص المُطهرة في الأردن؟ لا شيء، ولكن هناك فقط يمكن أن يطهر لأنه ينبغي أن يتعلم طاعة الإيمان، وهكذا كان التبشير بالصليب، بالمسيح مصلوبًا: لليهود عثرة، ولليونانيين جهالة، ولكن قوة الله للمخلَّصين. وقد يسأل سائل: ”لماذا لم يكن نعمان ليذهب إلى نهر قيشون مثلاً أو نهر آخر في أرض إسرائيل؟ لماذا كان عليه أن يتجه ناحية الأردن؟ لأن الأردن رمز الموت، وبالموت وحده يمكن للنفس أن تتحرر من سلطان الخطية ونجاستها. فبدم المسيح مُحيت خطايانا، وبموته أُبطلت الخطية من أمام الله. والنفس تتحرر من عبودية الخطية باعتبارها ميتة مع المسيح ومُقامة معه ( عب 9: 26 - 28؛ رو6: 13). وما يرمز إليه الأردن، قد ظهر في تاريخ إسرائيل عندما عبروا فيه ناشفًا يتقدمهم التابوت ويبقى في وسط النهر حتى يعبر الجميع. وأليشع نفسه أظهر شيئًا من معنى الأردن الرمزي عندما رجع بنصيب اثنين من روح إيليا، وشق طريقه فيه برداء إيليا ليبدأ خدمته في إسرائيل. وتلاميذ يوحنا يُخبروننا بعض الشيء عن الأردن عندما اعتمدوا فيه من يوحنا معترفين بخطاياهم. وهكذا في الأردن، وفي الأردن وحده يمكن لنعمان أن يُشفى وإن بَدَا هذا النهر حقيرًا في نظره بالمقابلة مع أنهار بلاد أَرام.

فما كان على نعمان إلا أن يقرّ بحالته الحقيقية في الطريق المُعيَّن من الله فيُشفى. ويا له من درس كان عليه أن يتعلَّمه إذ وَجَب عليه أن يعترف بنجاسته، وبأنها نجاسة عظيمة غير اعتيادية، لأن الرجل أو الثوب المدنّس قد يطهر عادةً من غسلة واحدة، أما هو فكان يجب أن يغتسل سبع مرات ليعلن أن نجاسته كانت فائقة، ولكن بعد الاغتسال سبع مرات أصبحت طهارته كاملة وزال عنه البرص إلى الأبد. هل أمكن لنعمان أن ينزل إلى هذا المستوى؟ قد تمردت روحه المتكبرة في البداءة، ولكن أخيرًا تغلَّبت عليه مشورة عبيده فخضع، وطَهُر.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net