الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 8 يونيو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الذي ابتدأ يُكمِّل
وَاثِقًا بِهَذَا عَيْنِهِ أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ( في 1: 6 )
يا لها من حقيقة تستحق أن تكون موضع ثقتنا أن الله إذا ابتدأ عملاً صالحًا لا بد أن يُكمِّله. وكما قال أحدهم: ”إن العمل الذي بدأه الله بصلاحه، ستُكمّله حتمًا يمين قدرته“. فمهما كانت مواعيد الله، فهو فيه النّعم وفيه الآمين، وهو لم يخلّ بوعده قط.

وهذا الإله الصالح قد ابتدأ عملاً صالحًا في كنيسة فيلبي. منع الروح القدس بولس وسيلا أن يتكلموا بالكلمة في أسيَّا، ومنعهم من الذهاب إلى بيثينية، وحرَّك بولس من خلال رؤيا في الليل، وهو في ترواس «رجل مكدوني قائمٌ يطلب إليه ويقول: اعبُر إلى مكدونية وأعِنّا»، فتحقق أن الرب قد دعاهم ليبشروا في مكدونية. وبقدر عظمة الإعداد الإلهي للشهادة في هذه المدينة، فاضت النعمة الغنية لتفتقد بيوتًا وأفرادًا، نساءً ورجالاً.

والرب الصالح هو الذي ضمن استمرارية الشهادة في تلك المدينة، رغم عاصفة الاضطهاد التي أدخلت بولس وسيلا إلى السجن الداخلي. والرب الصالح افتقد بيوتًا من فيلبي، فعمل في قلب السجان وخلَّصه، فأخذ بولس وسيلا، وغسَّلهما من الجراحات، وأصعدهما إلى بيته، وقدَّم لهما مائدة، وتهلَّل مع جميع بيته، إذ كان قد آمن بالله. وعمل الرب أيضًا عملاً صالحًا فغيَّر قلب ليدية ووضع فى قلبها سخاءً وإصرارًا أن تضيف القديسين فى بيتها. ودرَّب الرب الفيلبيين على العطاء بسخاء من بداياتهم المبكرة ( 2كو 8: 1 -6). فتح الرب قلوبهم، ففتحوا له بيوتهم ( أع 16: 15 ، 34، 40). أعطوا له أنفسهم فهانت عليهم أموالهم. ورغم فقرهم العميق، ظهر سخائهم الشديد. من صلاح الرب أنه بارك الشهادة فى ذلك المجتمع الغارق فى الوثنية والمُعادى للإنجيل.

لتكن المقاومة كيفما تكون، ولتشتد الحرب فهذا لا يُزعجنا ولا يجعلنا نيأس، لأنه مهما كانت خطة الشرير، فخطة الله تسير. الرب حتمًا سيكمل عمله فينا مهما تألمنا، ومهما ثابرنا بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا. فنحن نرى نهاية المشوار بمنظار الرجاء، فى ضوء مواعيده الصادقة لنا.

ليت قلوبنا تمتلىء بذات الثقة أن الرب لن يتركنا نصارع الأمواج وحدنا مُعذبين، بل الذى قادنا من البداية فى منعطفات الألم ورهبة الليل، سوف يُرسل عونًا فى حينه، ليُكمل عمله الصالح الذى قد ابتدأه فينا إلى أن يجىء الرب، ويُعوِّض القديسين عن آلام جهادهم، ويُكافىء ثباتهم وصبرهم أمام كرسى المسيح.

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net