الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 29 نوفمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَنت وأهلُ بَيْتِك
آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ ( أعمال 16: 31 )
في أشد الساعات ظلامًا، كان بولس وسيلا، ليس فقط يصليان، بل ويسبحان الله «والمسجونون يسمعونهما». وفجأة تدخَّل الله، ولم يفتح الزلزال الأبواب - التي كانت مُحكَمة الإغلاق فقط - بل انفكَّت قيود المسجونين، وهذا ما لا يفعله زلزال عادي.

ولعِلمِه بقسوة القانون الروماني بالنسبة للتهاون في حراسة السجناء، كان حافظ السجن على وشك أن يقتل نفسه، عندما وصلت صرخة بولس إلى أُذنيه «لا تفعل بنفسِكَ شيئًا رديًا». وحقيقة أنه «طلبَ ضوءًا» (ع29)، تُبين أنهم كانوا جميعًا في ظلامٍ دامس. فكيف عرف بولس ما عزم حافظ السجن أن يفعله؟ إن صرخة بولس المُفاجئة كانت بوضوح بوحي من روح الله، لقد كان بمثابة صوت من الله لحافظ السجن. ها هو أخيرًا الرجل المقدوني (ع9). وقد «خرَّ لبولس وسيلا (أمام السجناء) وهو مُرتعد» (ع29). وسرعان ما سأل السؤال العظيم، الذي ما يزال ملايين الخطاة الذين يبكِّتهم روح الله، يسألونه من ذلك الحين. وقد تلقى الإجابة الخالدة، التي ما زالت تُستخدم لتنوير وخلاص نفوس لا يحصرها عدد «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلُص أنتَ وأهلُ بيتك».

كثيرًا ما نستخدم هذه الآية، وكثيرًا أيضًا ما نحذف الثلاث كلمات الأخيرة. مع أن الله يحب أن يضم بيت الرجل إليه، ويشملهم في عرض البَركة. فلماذا كثيرًا ما لا نُدخل هذه الحقيقة إلى إيماننا؟ لقد رأينا قبل هذا في نفس هذا الأصحاح، المرأة التي آمنت «هي وأهل بيتها» (ع15)، والآن نرى الرجل الذي آمن «هو والذين له أجمعون» (ع33). وهذا، مشجِّع جدًا بالتأكيد لكل رأس بيت (أسرة) تصل إليه نعمة الله.

وقد آمن حافظ السجن، وأظهر إيمانه بأعماله دون تأخير. عندئذٍ، مع أن الليل كان لا يزال باقٍ «اعتمد في الحال هو والذين له أجمعون» (ع33). هذا دليل قوي واضح أن المعمودية ليست ممارسة مقصود بها اعتراف الشخص بإيمانه، ولذلك، ينبغي أن تُمارس عَلَنًا. ولو كانت هكذا، فيا لها من فرصة عظيمة ضاعت هنا! وكم كان سيكون مؤثِّرًا، لو تم هذا في اليوم التالي، عندئذٍ كان الرأي العام سيتحول لصالح بولس! ولكن حافظ السجن وأهل بيته كانوا قد قطعوا صِلتهم بحياتهم القديمة دون تأخير، لأن المعمودية معناها الانفصال، بواسطة موت المسيح.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net