الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 22 يوليو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل كان أحمق؟!
لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ ( أعمال 20: 24 )
”ليس أحمقَ من يضحي بما لا يمكن أن يحتفظ به، حتى يربح ما لا يمكن أن يخسره“. تلك هي المقولة الأشهر لـ“جيم إليوت”، الشاب الأمريكي، الذي عندما تأكد من دعوة الله له؛ قرر ترك الحياة المريحة في بلاده ليخدم في أحراش الإكوادور. وهناك قاده الرب مع 4 من رفقائه لخدمة قبائل “الأوكاز”، المعروف عنهم أنهم قتلوا كل الغرباء الذين وطأت أقدامهم منطقتهم. وهنا أقتبس من مفكرة جيم إليوت قوله ”إن كانت هذه طريقة الله؛ فأنا على استعداد أن أموت من أجل خلاص الأوكاز“. بذلت المجموعة جهدًا كبيرًا للاقتراب من القبيلة، فتعلَّموا لغتهم، وبدأوا في ترجمة أجزاء من الأناجيل إليها، وكانوا يلقون لهم بعض الهدايا من طائرة كانوا يستقلونها. غير أن القصة انتهت بأن قُتل الخمسة على يد القبيلة، وعُمر جيم 28 سنة!!

علّق البعض بعد هذه الحادثة بالقول ”الموت من أجل لا شيء؟ لماذا هذا الإتلاف؟“. وما رأيك أنت يا عزيزي؟! قبل أن تصدر حكمك، دعني أكمل لك القصة!!

لقد عادت زوجة جيم، وأخت أحد المُرسلين الآخرين، إذ فتح الرب لهم بابًا لاستكمال العمل وسط القبيلة ، وتعرفتا على قتلة أحبائهم، وإذ أظهروا لهم الغفران ربحوهم جميعًا للمسيح، مع المئات من القبيلة. وكم كان المشهد مؤثِّرًا يوم وقفت إليزابيث إليوت وسط حشد كبير في مؤتمر عالمي وهي مُمسكة بيد الرجل الذي قتل زوجها، وقد أصبح أحد العاملين الجادين في خدمة المسيح، ليعلنا معًا عظمة انتصار نعمة الله، وأن جهد جيم إليوت ورفقائه لم يذهب هباءً منثورًا!! ولم تمضِ عدة سنوات حتى ظهرت أول نسخة من إنجيل مرقس بلغتهم بفضل جهود المرأتين اللتين تممتا عمل جيم.

لقد أراد جيم إليوت إرادة الله، وقد انتهت بالموت، كموت حبة حنطة لكيما تأتي بثمرٍ كثير؛ فموت المُرسلين الخمسة ألهب قلوب الآلاف من الشباب المكرسين للذهاب للعمل المُرسلي.

صديقي العزيز.. هل أثارتك القصة؟ فماذا أنت فاعل؟ هل أنت مستعد للتعب (ولا أقول: للموت) من أجل عمل الله؟ قد لا تكون مدعوًا لإرسالية بعيدة، لكن بكل تأكيد هناك ما يريدك الله أن تعمله من أجله.

هيا لنكف عن حياة الرخاوة وتدليل النفس ورغباتها. ولنضحي بما لا يمكن أن نحتفظ به، فهناك يقينًا ما سنربحه، ولن نخسره مطلقًا.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net