لا شك أنه يوجد تقدم كبير في العالم في الفنون والعلوم والاختراعات الكثيرة، ولكن كل هذا قد ابتدأ قايين يفعله في حالة بُعده عن الله. والناس يقولون إنه لا ضرر في تلك الأشياء. حسنًا، لا يوجد فيها ضرر، ولكن الضرر يَكمُن في استخدامها. فالأشجار التي كانت في جنة عدن كانت ذات منفعة تامة في حد ذاتها، ولكن لم يكن القصد منها أن يختبئ آدم خلفها من الله.
يوجد في العالم الآن مئات من المخترعات النافعة، ولكن هل صارت نفوسنا في حالة أفضل أمام الله بسبب هذه المخترعات؟
وعندما جاء المسيح إلى هذا العالم نسمعه يقول: «أنا بينكم كالذي يخدم»، وبمعنى آخر جاء ليمجد الله ويخلِّصنا. وقد ارتضى أن يكون خادمًا لبركتنا إلى الأبد طبقًا لمقاصد الله.
لقد خلَّصنا المسيح من هذا العالم الحاضر الشرير. وكلما نرى العالم يزداد في تقدمه ورقيه، كلما نحتاج أن نتيقن أن المسيحية هي أننا للمسيح ولسنا للعالم. نحن في العالم، ولكن لسنا منه لأنه رفض ابن الله وصلَبَهُ. وإن كان لزامًا على المسيحي أن يكون لطيفًا في تعامله مع أهل العالم، كما كان المسيح، ولكن قلبه ينبغي أن يكون للمسيح فقط. ليت الرب يثبِّت قلوبنا عليه بعيدًا عن هذا العالم. وبينما نحن مثل أُناس ينتظرون سيدهم، لتكن أحقاؤنا مُمنطقة وسُرجنا موقدة. فالأحقاء المُمنطقة والسُرج الموقدة يجب أن تكون من مميزات المؤمنين في هذا العالم، أي الحق في القلب والاعتراف الحسَن بالمسيح. فهل حقيقةً قلوبنا منتظرة ابن الله من السماء؟ لو جاء المسيح هذا اليوم، هل يمكنه أن يقول عن كل واحد منا ”هذا عبدٌ أمين“. ليت هذه الصفة تنطبق علينا «كأُناس ينتظرون سيدهم».