الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 1 أغسطس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نعمان الغاضب
فَجَاءَ نُعْمَانُ ... عِنْدَ بَابِ بَيْتِ أَلِيشَعَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَلِيشَعُ .. يَقُولُ: اذْهَبْ وَاغْتَسِلْ ..فَغَضِبَ نُعْمَانُ.. ( 2ملوك 5: 9 - 11)
يبدو أن نعمان شعر أن رسالة النبي مُحبِطة له جدًا لأنه لم يكن مُهيأ للتخلي عن كل مظاهره البشرية، بل كان يريد أن يستدعيه النبي حتى يُريه ذهبه وفضته وثيابه. أما سماعه القول: «اذهب واغتسل»، بدون أية إشارة إلى هذه الأشياء فقد أغضبه وآلمه جدًا.

وهذا هو الحال دائمًا؛ طريق الله البسيط للخلاص مُذِل لكبرياء الإنسان لدرجة تجعله لا يستطيع أن يخضع له «لأنهم إذ كانوا يجهَلون بر الله، ويطلبون أن يُثبتوا بر أنفسهم لم يخضعوا لبر الله» ( رو 10: 3 ). ومع ذلك أي حق للأبرص أن يحتج ويناقش؟ هل حضر ليستشفي أم ليترافع؟ وهل اختبر ماذا يستطيع ”أبانه وفرفر“ أن يعملا له؟ إن النقطة الرئيسية هي أن أليشع قصد أن يُعلِّم نعمان أن الله لا يطلب منه أن يأتي بشيء إلا برَصه فقط، وهذا درس عظيم. فكان يجب على نعمان أن يرجع إلى بلاده بكل ما أتى به من هناك، إلا البَرَص. هذا كان قصد أليشع ولو أنه قد تشوَّه بواسطة طمع جيحزي.

فالخاطئ يريد أن يأتي إلى المسيح بأعماله الصالحة «أصوم مرتين في الأسبوع، وأُعشِّر كل ما أقتنيه» ( لو 18: 12 ). ولكن لا عائد من كل ذلك. إنما يجب أن يأتي الخاطئ إلى المسيح بذنبه وجُرمه فقط، عالمًا أنه يحتاج إلى تطهير المسيح له. أما إذا كان يظن أن فيه ذرة من الصلاح، فهو لم يأتِ بعد إلى معرفة حقيقة حاله، بل هو يجرِّب مياه أبانة وفرفر التي تُشير إلى النظام الناموسي، وفي النهاية لن يجد تطهيرًا إلهيًا تامًا إلا إذا ذهب واغتسل في الأردن.

إن هذا الأمر يُغضب الناموسيين الذين يفتكرون أنهم أحكم من الله، ولكنهم يجب أن يتعلموا حُمقهم إن عاجلاً أم آجلاً. أما أولئك الذين يعترفون بهلاكهم، فما عليهم إلا أن يعتمدوا على المسيح وحده فيطهروا بدمه الكريم تطهيرًا كاملاً. هذا هو الطريق البسيط الذي أعدَّه الله للخلاص. يسوع المسيح عمل كل شيء؛ مات لأجل خطايانا حسب الكتب، والآن هو في السماء دليلاً قاطعًا ومقياسًا صحيحًا لقبول المؤمن أمام الله. فجميع الذين بعمل الروح القدس وعلى أساس كلمة الله – يعتمدون على المسيح المائت والمُقام – يتحررون من كل ذنب ودينونة. يا لها من حقيقة مجيدة مُشبعة للنفس! يا ليت القارئ العزيز يدرك قوتها ويثق بها.

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net