الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 26 أغسطس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فسَكَتوا
بِمَاذَا كُنْتُمْ تَتَكَالَمُونَ فِيمَا بَيْنَكُمْ فِي الطَّرِيقِ؟ فَسَكَتُوا، لأَنَّهُمْ تَحَاجُّوا ... فِي مَنْ هُوَ أَعْظَمُ ( مرقس 9: 33 ، 34)
«فسكتوا» ... ذُكرت هذه الكلمة عن التلاميذ، حيث تَصف حالتهم وخجلهم من السؤال الذي طرحه عليهم الرب يسوع، والذي كان غير متوقعًا على الإطلاق. فقد كانوا يتحَاجون مع بعضهم في الطريق بخصوص مَن هو الأعظم فيما بينهم. وربما تخيَّلوا أن الرب لا يسمع حديثهم، أو أنه يسير أمامهم بمسافة تسمح لهم بالحديث دون أن يسمعهم، لذلك جاء السؤال مفاجئًا وصادمًا لهم فسكتوا. ولنا في هذا الجزء بعض التأملات البسيطة:

1 - بماذا نتكلم في الطريق:

كثيرًا ما نُشبه هؤلاء التلاميذ تمامًا، حينما نتكلم في أمور مخجلة، لا نبغي أن يسمعها الرب! ونتخيَّل أنه لا يسمعنا أو أنه مشغول عنا فنتكلم في أمورٍ مخجلة ولا تليق. أو ربما نتعارك وكأن الرب لا يلتفت إلينا، أو أنه غير موجود في هذا الوقت. فيا لها من خدعة شيطانية خطيرة تجعلنا نتمادى في أحاديثنا بلا مانع أو رادع! فلا مانع لدينا أن نتحدث عن عيوب الآخرين، أو أخطاء وخطايا الخدام والمسؤولين، أو ربما نتعارك على مراكزنا في خدمة الرب، ونتباحث ساعات وساعات في مَن هو أعظم، متجاهلين تمامًا حضور الرب ووجوده فيما يخص كل تفاصيل الحياة والخدمة، وكأننا نحن المسؤولون عن خدمتنا وحياتنا.

2 - لماذا سكتوا:

أولاً: لأنهم يعلمون أن ما فعلوه كان شيئًا خاطئًا. ونحن كثيرًا ما نتحدث في أمورٍ نعلم جيدًا أنها خطأ، ولا ينبغي أن نتحدث فيها، لكننا نستمر فيها وتزداد الأمور سوءًا مع الوقت رغم أننا نعلم جيدًا أنها خطأ وعين الخطأ.

ثانيًا: سكتوا خجلاً من موقفهم حيث إنهم تذكَّروا ما قالوا وهم لا يصدقون أن الرب سمع كل ذلك الحديث. فربما تطاول أحدهم بألفاظ مخزية أثناء الحديث، وربما استشهدوا في حديثهم ببعض العيوب في بعضهم البعض، لذلك فقد خجلوا كل الخجل مما فعلوه.

أخي، ماذا لو سألك الرب اليوم: بماذا تتكلم في الطريق؟ تُرى بماذا ستجاوبه، هل حديثك يُمجد الله أم أنك تتحدث فيما لا يليق ولا ينبغي؟ هل ستخجل وتسكت مثلما فعل التلاميذ، أم سيزداد وجهك إشراقًا وترفع رأسك عاليًا بكل فخر لأنك أكرمت الرب بحديث لائق ومفيد؟

باسم شكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net