الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 29 يوليو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عريسنا الوحيد
فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ ... أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا ( يوحنا 14: 2 )
لأجل تعزية قلوبنا يكشف الرب لنا عن بيتنا الجديد؛ المكان الذي سنُقيم فيه إلى الأبد معه. إلى هذا البيت كان مزمعًا المسيح أن يمضي. إنه مضى إلى الصليب لكي يُعِّد المؤمنين لهذا المكان، كما أن ذهابه إلى هذا المكان معناه ضمان وصولنا، وأحقيتنا لهذا المكان. وكلمة «منازل» تعني في الأصل اليوناني ”بيتًا للسكنى الدائمة“.

«وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيثُ أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» ( يو 14: 3 ). وكم يطيب لنا أن نتوقف عند هذا الحرف الصغير ”أيضًا“! يقول ”الصادق“: «آتي أيضًا»؛ أي مرة ثانية. في المرة الأولى جاء مُوفَدًا مِن الآب لكي يبدأ خليقة جديدة؛ بشرًا وجمادًا، ليس لكي يُرمِّم ما انهدم، بل يُقيم ويعمل «كُل شيءٍ جديدًا». إن مشروع الفداء الذي خطط وصمم له الله لا بد أن يكتمل. ومن بنود المشروع أن يأتي «بأبناء كثيرين إلى المجد» ( عب 2: 10 )، فأوفَد ابنه المجيد لكي يُؤهِّل سكان المجد، ويُتمِّم رغبة أبيه في أن «يكون هو بكرًا بين إخوةٍ كثيرين» ( رو 8: 29 ). ومجدًا وسُبحًا لاسمه الكريم لأنه أهَّل هؤلاء الإخوة.

وفي المقطع التالي – والسلسلة لن تنقصها حلقة واحدة – يقول سَيِّدنا: «حتى حيثُ أكون أنا تكونون أنتم أيضًا». هل يصح في الأذهان أن يكون العريس في مكان وحالة، والعروس في مكان آخر وحالة أخرى؟! كلا، بل «حتى حيثُ أكون أنا تكونون أنتم أيضًا»، وبذلك يكتمل عقد الفداء: فداء نفوسنا أولاً، ثم فداء أجسادنا لكي ننال التبني. وشكرًا لفادينا الذي أعدَّنا ”للمجد“، مُبعِدًا عنا ”الهوان“، وذلك يقتضي أن يأتي ”أيضًا“.

مرة ذهب عبد إبراهيم ليُحضِر عروس إسحاق، أما نحن فسوف يأتي عريسنا إلينا بنفسه. لن يعهَد لرئيس ملائكة بهذه المهمة، وإلا كنا نُرنم مُشتاقين لرئيس الملائكة هذا، وإنما الأشواق المُلتهبة والحنين المتواصل هو للرب يسوع المسيح وحده، الذي كلمَّا تقدمت الأيام تتوقد الأشواق، حتى نضم صوتنا مع الروح قائلين: «آمين. تعالَ أيها الرب يسوع». ولئن بردت شُعلة الحنين فينا، هل تبرد عند الروح الذي ينتظر آخر مؤمن يُقبل إلى المسيح، حتى «يُرفع من الوسَط الذي يحجز الآن» ( 2تس 2: 7 )؟ فطالما كانت الكنيسة على الأرض يكون الروح ليقود دفة السفينة، ويُلهب أشواقنا، إذ يعرض أمامنا في كل حين شخص إسحاقنا المجيد، وغناه وعزه.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net