الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 7 يوليو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إرسالية المسيحي
فِي تِلْكَ الأَيَّامِ .. كَانَ الْجَمْعُ كَثِيرًا جِدًّا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ ( مرقس 8: 1 )
كانت الحاجة عُظمى ولا يوجد ما يسدّها، ولكن الرب يسوع كان هناك بكل حنان قلبه واقتدار يده. لقد عالَ قديمًا ثلاثة ملايين شخص في قفر عظيم ومخوف مدة أربعين سنة. نعم يسوع كان هناك، وكان يستطيع أن يسد الإعواز بنفسه حالاً دون أن يدعو تلاميذه قليلي الإيمان المشغولين بذواتهم، بل كان يقدر أن يدعو جيشًا ملائكيًا من السماء لتقديم الطعام لهذه الآلاف الجائعة، ولكنه لم يفعل هذا ولا ذاك، بل أراد من نعمته أن يستخدم تلاميذه كوسائط اتصال بينه وبين هذا الجمهور الجائع، فلم يستخدمهم كآلات لإظهار قوته فقط، الأمر الذي كان يُمكن أن يعمله بواسطة الملائكة، بل استخدمهم للتعبير عن عواطف قلبه نحو هذا الجمع. ولو قصد أن يستخدمهم كآلات لإظهار قوته فقط لاكتفى بوضع الوسائل بين أيديهم، ولكنه أراد أن يجعلهم كمجاري تفيض منها عواطف قلبه الرقيقة إلى الناس، ولذلك «دعا يسوع تلاميذه وقال لهم: إني أُشفق على الجمع، لأن الآن لهم ثلاثة أيام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون. وإن صرفتهم إلى بيوتهم صائمين يخوِّرون في الطريق، لأن قومًا منهم جاءوا من بعيد».

هنا سر الاستعداد الحقيقي لهذه الإرسالية السامية المُقدسة؛ فربنا المُبارك يجمع التلاميذ حوله، ويبتدئ أن يملأ قلوبهم بإحساساته وأفكاره قبل أن يملأ أيديهم بالخبز والسمك، وكأنه يقول لهم: ”إني أُشفق وأريد أن تُشفقوا أنتم أيضًا. أريد أن تدخلوا في أعماق شعوري وأفكاري حتى تشعروا كما أشعر، وتفتكروا كما أفتكر، وتنظروا إلى هذا الجمع بنفس العين التي أنظر بها أنا، وبذلك تتأهلوا لأن تُوصلوا شعوري إليهم“>

ولكن ربَّ قائل يقول: إني أرى ذلك ساميًا جدًا، ولكن كيف يتسنى لي الوصول إلى هذا المقام الرفيع؟ وجوابنا لشخص كهذا: التصق بالرب يسوع، واستقِ مِن روحه، حتى تفتكر أفكاره، وتشعر شعوره، لأن هذا بكل تأكيد هو الطريق الوحيد الذي يُوصلك إلى هذا المركز. إن مَن يستق مِن ينبوع قلب يسوع، يمتلئ ويفيض، ويتشبَّع كيانه الأدبي بتمامه بروح ربنا يسوع، وبذلك يكون مستعدًا لخدمة السَيِّد، صالحًا لاستعمال ما يُوضع بين يديه من الوسائل والمواهب، لمجد الرب وكرامته. بخلاف مَنْ تمتلئ يداه مِن الوسائل قبل أن يمتلئ قلبه مِن الرب يسوع، لأن هذا يستخدم هذه الوسائط لمجد ذاته، لا لمجد الله.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net