الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 3 أغسطس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المذود والصليب والعرش
مِنْ أَجْلِ السُّرُور ِالْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ .. فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الله ( عبرانيين 12: 2 )
المذود والصليب والعرش هي الثلاثة الحوادث العظيمة العجيبة في حياة ربنا ومخلِّصنا يسوع المسيح. في مذود بيت لحم وُلد، ذاك الذي مكانه الأبدي حضن الآب. لم يكن ذلك الطفل إلا ابن الله، مَن به وله الكل قد خُلق، ما يُرى وما لا يرى. ما أعجب هذا التواضع أن الخالق أخذ مكان المخلوق ليحيا حياة المخلوق!

ولكن لماذا أتى؟ ليس لهذا السؤال سوى جواب واحد عظيم: أتى ليُتمّم مشيئة الله الأزلية، ليُعلن محبته، ليكون حَمَل الله. ونستطيع أن نلخص هذا في عبارة واحدة: ”جاء إلى العالم ليموت“. إن مَن هو الحياة جاء ليبذل حياته، القدوس الذي لم يكن للموت سلطان عليه جاء ليذوق الموت. الذي لم يعرف خطية جاء ليُجعَل خطية لأجلنا. أتى البار ليموت من أجل الأثمة. المُعادل لله وموضوع مسرَّته جاء ليُضرب من الله. هذا هو سبب مجيئه مولودًا في مذود، الأمر الذي كان بمثابة الخطوة الأولى إلى الصليب.

ولكن كم كان خطيرًا عنده أن يأتي وهو يعلم علمًا تامًا مقدار آلام الصليب، ثم يعيش وذلك الصليب أمام قلبه في كل حين! لا يُدْرِك معنى هذا أي مخلوق. ونحن المؤمنين لا ندرك إلا شيئًا يسيرًا مما يعنيه هذا. وإذ نتحوَّل من المذود إلى الصليب نعلم أنه هناك قد تم القول: «أحبني وأسلَمَ نفسَهُ لأجلي». نعلم إنه هناك «حَمَل هو نفسُهُ خطايانا في جسدهِ على الخشبة». وهناك قد تفجَّرت ينابيع المحبة والنعمة فتم خلاصنا إلى الأبد.

المذود والصليب والعرش! نعم إنه الآن على العرش. عن يمين العظمة في الأعالي يوجد الإنسان الذي سبق فوُلد في مذود، وعُلِّق على الصليب. لقد مضت الآلام والموت إلى الأبد، ولا رجوع لها مطلقًا. وإذ أُقيم بالمجد مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مُخضعَة له. ونحن المؤمنين سنشترك معه في مجده.

المذود والصليب والعرش. لم يتبوأ للآن عرشه الخاص ( رؤ 3: 21 )؛ عرش المجد. ولكن كما كان المذود مكانه والصليب أيضًا، وكما هو الآن على عرش الآب، هكذا بكل يقين سيستلم من يد الآب عرش السيادة على كل الأرض. إنه ينتظره؛ ينتظر ذلك العرش، ونحن ننتظر معه بالصبر.

هذه هي أُسس إيماننا العظيمة الثلاثة: المذود حيث نرى تجسده ومولده من العذراء، والصليب حيث صنع السلام بالدم، والعرش الذي يُشير إلى المجد العتيد.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net