الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 30 يناير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل يمكن أن يهلك أحد خراف المسيح؟
خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، ...وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي ( يوحنا 10: 27 ، 28)
إن أقوال ربنا يسوع في يوحنا 10: 27- 30 تؤكد لنا عدم إمكانية هلاك أي واحد من خرافه. والشرط الوحيد هو أن يكون من خرافه حقيقةً. عندما أرى مَن يُدعَى مسيحيًا وهو يتوغل في أمور العالم دون اعتبار لمطاليب الرب عليه، فإني أشك في كونه مسيحيًا حقيقيًا وأنه من خراف المسيح. إن الرب يسوع يُقدِّر خرافه تقديرًا كبيرًا فلا يمكن أن يُفقَد منها أحد. لقد أعطاها الآب له، وهو وضع حياته لأجلها، ولذلك فهو يمسكها بيده ويحرص عليها. وبناءً عليه فإن لها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد. لو كان الشخص يخلُص لمدة ستة شهور ثم يهلك، فلا يمكن أن يُقال إنه قد نال حياة أبدية بل إنه نال حياة لمدة ستة شهور.

بعد أن نُصبح أولادًا لله يُعاملنا الله كالبنين «الذي يُحبه الرب يؤدبُهُ، ويجلِد كل ابن يَقْبلُهُ» ( عب 12: 6 ). عندما يسقط أحد أولاد الله تنقطع شركته، ولكن لا تنقطع نِسبته لله، لأن هناك فرقًا كبيرًا بين الأمرين. هل يخاف الابن من فَقدْ نِسبته إلى أبيه الأرضي؟ هل يقول الأب لابنه: إذا فعلت شيئًا رديئًا فلن تكون لي ابنًا فيما بعد؟ هل يحجز الأب عن ابنه معرفة نِسبته إليه ليضمن طاعته؟ كلا. هكذا في العائلة السماوية. بقدر ما يعرف الابن نِسبته الثابتة الدائمة ويتمتع بها، بهذا القدر تتقوَّى شركته وتزداد رغبته في إرضاء الرب في كل شيء.

حينئذٍ يكون الدافع له على الأعمال الحسنة، لا الخوف من السقوط في النهاية والهلاك، بل المحبة للمسيح. لأنه كما أننا لا يجب أن نعمل لكي نخلُص، لا يجب أن نعمل لنحتفظ بالخلاص، لأن العمل في هذه الحالة لا يكون بباعث المحبة للمسيح، بل الحصول على غرض ذاتي. لا يمكن أن تكون الأعمال من النوع الصحيح إذا كانت ذواتنا هي الغرض. على أن هناك أمرًا خطيرًا يجب أن نضعه في الاعتبار وهو أن المؤمن، وإن كان لا يهلك، فإنه سيفقد أُجرته «في ذلك اليوم» إذا لم تكن أعماله مقبولة لدى الرب.

إن المسيحي الذي يفتكر أنه خالص اليوم وقد يهلك غدًا لا يمكن أن يكون له سلام مستقر. إن ضمان سلامة المؤمن لا يتوقف على نفسه بل على عمل المسيح الكامل، فالمسألة ليست في إمساكنا، بالرب، بل في إمساكه هو بنا.

حبَّذا راعٍ عظيمْ حافظٌ إلى التمامْ
في يديهِ كُلُّنا في أمانٍ وسلامْ

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net