الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 أكتوبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أسلَم الروح
يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ ( لوقا 23: 46 )
يدَّعي بعض المُعلِّمين الكذبة والهراطقة بأن المسيح لم يَمُت فوق الصليب، بل كل ما حدث له هو إغماءة فقط، وأنه لمَّا وُضِع في القبر الرطب استعاد وعيه من جديد وأفاق! وهم بهذا يضربون عرض الحائط بآيات الكتاب الصريحة والعديدة التي تقول إنه مات: «المسيح ماتَ من أجل خطايانا» ( 1كو 15: 3 )، وأيضًا «لأنهُ إن كنا نؤمن أن يسوع ماتَ وقامَ، فكذلك الراقدون بيسوع، سيُحضرهم الله أيضًا معهُ» ( 1تس 4: 14 ). بل أيضًا كلمات المسيح نفسه: «أنا هو الأوَّل والآخِر، والحي. وكنتُ مَيتًا، وها أنا حيٌ إلى أبد الآبدين!» ( رؤ 1: 17 ، 18).

لقد كان الموت أحد أهم أغراض تجسُّد ابن الله. لقد «وضِعَ قليلاً عن الملائكة (بالتجسد) .. من أجل ألم الموت» ( عب 2: 9 ). وأيضًا «إذ قد تشاركَ الأولاد في اللحم والدم، اشترك هو أيضًا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاكَ الذي لهُ سلطان الموت» ( عب 2: 14 ).

وشهادة شهود العيان هي أقوى الأدلة في أية قضية. وفي مسألة موت المسيح فإن الشهود الرسميين هم الجنود الذين كان مُنوَّطًا بهم القيام بعملية الصلب. فيقول لنا إنجيل يوحنا: «سألَ اليهود بيلاطس أن تُكسَر سيقانهم (المصلوبين) ويُرفَعوا. فأتى العسكَر وكسروا ساقي الأول والآخر المصلوب معه. وأما يسوع فلمَّا جاءوا إليهِ لم يكسروا ساقيهِ، لأنهم رأوهُ قد ماتَ» ( يو 19: 31 -33). وبالتأكيد ما كان أحد من الجنود يجرؤ على مخالفة التعليمات الصريحة التي عنده من الوالي بكسر ساقي كلٍّ من المصلوبين الثلاثة ما لم يكن هناك سبب هام لذلك، وهو أن المسيح كان قد مات.

ثم قد كان على رأس الجنود المُكلَّفين بهذا العمل قائد مئة: هذا القائد لمَّا رأى العجائب التي صاحبت موت المسيح قال: «حقًا كان هذا ابن الله!»، وأيضًا «بالحقيقة كان هذا الإنسان بارًا». لاحظ قول القائد: «كان هذا ابن الله»، و«كان هذا ... بارًا»، وليس “إن هذا”، مما يعني أنه كان قد مات. بل إن البشير مرقس يستطرد قائلاً: إن بيلاطس دعا قائد المئة وسأله: «هل له زمانٌ قد ماتَ؟» ( مر 15: 44 ). فالأمر لم يَمُّر هكذا دون تحرٍّ من الوالي بنفسه عن هذه الحقيقة العظيمة.

ولنا في كلمة المسيح الأخيرة من فوق الصليب دليل في مسألة موت المسيح، إذ إن يسوع صرخ بصوت عظيم قائلاً: «يا أبتاه، في يديكَ أستودع روحي».

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net