الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 نوفمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قيامة المسيح
حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ .. ( أفسس 1: 19 ، 20)
يَصِف الرسول بولس هنا أعظم عرض عرفه العالم للقوة الإلهية، وذلك لكي يُشدِّد على عظمتها. تلك هي القوة التي أقامت المسيح من بين الأموات، وأجلسته عن يمين الله. قد يتبادر للذهن أن خلق الكون هو أعظم عرض لقوة الله. أو ربما نظن أن عبور البحر الأحمر المعجزي يُظهِر قوة الله العظيمة؛ إلا أن العهد الجديد يُعلِّمنا - على خلاف ذلك - أن قيامة المسيح وصعوده تطلَّبا أعظم عرض لقوة الله في التاريخ.

وإذا سألنا: “لماذا”؟ يتبيَّن لنا أن كل قوات الجحيم تجمَّعت لتُعطل مقاصد الله بإبقاء المسيح في القبر، أو بمنعه من الصعود بعد قيامته. لكن الله انتصر على كل أشكال المقاومة، وكانت قيامة المسيح وتمجيده هزيمة ساحقة للشيطان وأجناده، وعَرضًا مجيدًا لقدرته الإلهية الفائقة. وليس بمقدور أحد أن يَصِف هذه القوة تمامًا، لذلك يستعير بولس بعض الكلمات من ألفاظ “فيزياء الحركة” في وصفه للقوة المبذولة من أجلنا «حسب عمل شدة قوته الذي عمله في المسيح إذ أقامه من الأموات، وأجلَسَهُ عن يمينهِ في السماويات» ( أف 1: 19 ، 20). ويبدو أن الكلمات تنوء بثقل الفكرة، ونحن لا نحتاج إلى أن نُميِّز بين الكلمات المختلفة، إنما يكفينا أن نتعجَّب من عُظم تلك القوة، ونعبد إلهنا الكُلي القدرة.

يهتف ماير قائلاً: لقد كان ارتفاعًا مجيدًا! من قبر الفناء إلى عرش الله الأبدي، الذي له وحده عدم الفناء. ومِن ظلمة القبر إلى بهاء نور السماء. مِن هذا العالم الصغير إلى مركز الكون وعاصمته.

لقد كانت قيامة المسيح أول حادثة من نوعها في تاريخ البشرية بحسب الكتب المقدسة ( 1كو 15: 23 )، فمع أنه أُقيم أخرون من الأموات سابقًا، فقد ماتوا ثانيةً. ولكن الرب يسوع كان أول مَن قام بقوة حياة لا تزول. وبعد قيامة المسيح وصعوده أجلسه الله عن يمينه في السَّماويات. وتُشير العبارة “يمين الله” إلي مركز الامتياز ( عب 1: 13 )، والقوة ( مت 26: 64 )، والتفوُّق ( عب 1: 3 )، والمسرَّة ( مز 16: 11 )، والسيادة ( 1بط 3: 22 ).

ثم إن الموضع يُوصَف أيضًا بالسَّماويات؛ ويُشير هذا إلى أن العبارة تتضمَّن مكان سُكنى الله. هناك يوجد الرب يسوع حاليًا بجسد حقيقي مِن لحم وعظام، بجسد مُمجَّد لا يمكن أن يموت. وحيث هو سنكون نحن عن قريب.

قامَ حقًا مَن قضَى إذ بهِ الآبُ ارتَضَى
ليميِنهِ ارتقَى فوقَ كلِّ اسمٍ سَمَا

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net