الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 27 ديسمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كلمات المُخلِّص المُقام
مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبينَ، وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إنِّي أَنَا هُوَ! ( لوقا 24: 38 ، 39)
في كلمات المُخلِّص المُقَام موضوع تأملنا اليوم، نجد القوة لنا في كل الظروف التي نجتازها.

فالتلاميذ كانوا مُشتتين هنا وهناك في شك وحزن وخوف، يجرون إلى القبر ويأتون منه. والبعض ذهب في الطريق إلى بلدتهم عمواس، والبعض اجتمعوا في أورشليم، والجميع في حالة متوترة تمامًا. تُرى حبيبهم قد غاب عنهم أبدًا؟ ولكن صوت الرب يسوع المُقام من الأموات كان مُشجعًا لهم جميعًا ومُطيِّبًا لقلوبهم ومُبدِّدًا لمخاوفهم وشكوكهم.

فمريم الحزينة تبدَّد حزنها إذ رأته وسمعت صوته وخاصةً حين ناداها باسمها قائلاً: «يا مريم» وهو يعرف ما في قلبها ومَن تطلب. والتلميذان المُنطلقان إلى عمواس وهما ماشيان عابسين، التهب قلبهما إذ كان يكلِّمهما في الطريق. والتلاميذ المُجتمعون والأبواب مُغلَّقة بسبب الخوف من اليهود، كم كان فرحهم وهو يقف في وسطهم ويقول لهم: «سلامٌ لكم»! ولما قال هذا أراهم يديهِ وجنبه «ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب». يمكننا من هذه الأحداث أن نرى التأثير المباشر، والنتيجة الفورية لرؤية المخلِّص المُقام وسماع صوته؛ في عودة مريم حاملة بشارة عظيمة إلى باقي التلاميذ، وعودة التلميذين المسافرين إلى أورشليم لكي يُخبرا التلاميذ برؤية المُخلِّص المُقام، وخروج التلاميذ للكرازة بإنجيل المسيح إلى العالم أجمع.

ونحن بدورنا إذا كنا نفقد رؤية المُخلِّص العظيم بالإيمان، بسبب عدم العيشة في قداسة؛ «القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب» ( عب 12: 14 ) ونُحرَم من سماع صوته المُشجع لنا بسبب انفتاح آذاننا لضجيج هذا العالم وأصواته الباطلة، ستخور قوانا ونفتُر ونصير في ظلام تملأه الشكوك والمخاوف والأحزان الكثيرة، بل وفي محبة للذات وعدم الاهتمام بما يختص بالله. وكم ستكون الخسارة عندئذٍ!

لكن عندما نكون في الحالة الروحية المنضبطة التي معها نستطيع أن نُعاين الرب، سنختبر القوة والشجاعة والفرح والرِفعة في وسط كل ما يقابلنا من ظروف معاكسة.

ثُمَّ لِتَلاميذِكَ حضَرتَ يا حنونْ
يَديكَ قد أريتَهُـمْ وجنبَكَ المطعونْ
ونحنُ دَومًا نَصنعُ ذِكراكَ يا حبيبْ

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net