الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 18 مارس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تعقَّلوا وتأدَّبوا
فَالآنَ يَا أَيُّهَا الْمُلُوكُ تَعَقَّلُوا. تَأَدَّبُوا يَا قُضَاةَ الأَرْضِ ( مزمور 2: 10 )
ينتهي المزمور الثاني بنصيحة الروح القدس: «فالآن يا أيُّها الملوك تعقَّلوا» (ع10). وكل مَن يرفض المسيح يحتاج إلى هذه النصيحة «تَعَقَّلُوا». إن المسيح هو «المُعيَّن من الله ديانًا للأحياء والأموات» ( أع 10: 42 )، فهل من الحكمة أن يُعادي الإنسان قاضيه؟! أ لم يكن الأجدر بفرعون أن يتعقل ويتأدب، بدل عجرفته الفارغة عندما قال: «مَنْ هو الرَّبُّ؟» ( خر 5: 2 )؟ أَوَ لم يتعلَّم الدرس منسى الملك؟ ( 2أخ 33: 13 ). أ لم يتعلَّمه الإمبراطور العظيم نبوخذنصَّر؟ ( دا 4: 34 -37).

يستطرد الروح القدس قائلاً: «اعبدوا الربَّ بخوفٍ، واهتفوا برعدَةٍ» (ع11). وما أحلى هذا المزيج من الخوف المقدس والهتاف المُفرح! فمَن يخاف الله ويتقيه، لا يخاف منه، بل يهتف له بسرور ويُسبِّحَه بحبور!

«قَبِّلوا الابن» (ع12): أي تصالحوا معه، واخضعوا لسلطانه، وأعطوه حُبكم وتقديركم، فإنه يشبع ويفرح بقُبلات التقدير والعِرفان ( لو 7: 38 ). ولكن احذروا من قُبلة يهوذا ( لو 22: 47 ).

والمُرادف للقول: «قَبِّلوا الابن» في العهد الجديد هي العبارة «آمن بالرب يسوع المسيح، فتخلُص أنت وأهل بيتك» ( أع 16: 31 ). نعم، إنه لا يوجد مهرَب منه، إلا إليه.

«لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق» (ع12): أي تبيدوا وأنتم في طريق التمرُّد والعصيان. وهذا معناه أن الإبادة ستتم فورًا دون مُهلة. لذلك اصطلح مع الرب ما دُمتَ في الطريق ( مت 5: 25 )، فبغتةً سيتَّقد غضبه، وإلهنا نارٌ آكلة ( عب 12: 29 ). أقول لك أنا أيضًا أيها الصَّدِيق: قبِّل الابن قبل أن يكون ذلك متأخرًا جدًا.

«لأنه عن قليل (أو بعد قليل) يتَّقد غضبُهُ» (ع12): فنحن اليوم في زمان النعمة العجيب، ولكن سيأتي قريبًا «يوم انتقامٍ لإلهنا» ( إش 61: 2 )، «لأن يوم النقمة في قلبي» ( إش 63: 4 )، وهذه النقمة على كل رافضي المسيح المخلِّص الذي صنع خلاصًا هذا مقداره ( عب 2: 3 ). والذي يحجز الغضب الآن هو وجود الكنيسة على الأرض، وسكنى الروح القدس فيها ( 2تس 2: 6 ، 7). فبمجرد اختطاف الكنيسة سينصبُّ الغضبُ على العُصاة.

يا له من مزمور جميل! فمع أنه يبدأ بآلام المسيح، لكنه ينتهي بمُلكِه، وإن كان يبدأ بحماقة التمرُّد عليه، فإنه يُخَتم بتطويب الاتكال عليه «طوبى لجميع المتَّكلين عليهِ» (ع12). وهذه الآية من أقوى الأدلة على لاهوت ربنا المعبود يسوع المسيح.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net