الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 29 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فساد الإنسان الأدبي
جِيلٌ يَلْعَنُ أَبَاهُ.. طَاهِرٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ .. مَا أَرْفَعَ عَيْنَيْهِ .. أَسْنَانُهُ سُيُوفٌ.. لأَكْلِ الْمَسَاكِينِ ( أمثال 30: 11 - 14)
يَصِف لنا “أجور ابن مُتَّقية مسَّا” أربعة أنواع من الناس:

(1) «جيل يلعن أباهُ ولا يُبارك أُمه» (ع11). هؤلاء هم أردأ أهل العالم؛ أهل التشويش والعِناد في جميع طُرقهم. جيل يُرى تقريبًا في كل مكان، هم وَقِحون وسُفهاء، ويسيرون على الجانب الموحِل من الطريق المؤدية إلى الهلاك. إذ شَبُّوا غير خاضعين لوالديهم، ساروا شوطًا بعيدًا في الاستهزاء بسلطان والديهم عليهم.

(2) «جيل طاهرٌ في عيني نفسه، وهو لم يغتسل من قَذرهِ» (ع12). هؤلاء هم النوع الجيد من أهل العالم؛ المؤدَّبين المُهذَّبين ذوي الأخلاق الحسنة، أهل الإحسان الذين يفتخرون بأن مقاصدهم طيِّبة وقلوبهم سليمة وحسَنَاتهم كثيرة، ونجاحهم مُطرَد في كل ما يعملون، ولكن مع كل هذا البر الذاتي تراهم لا يعرفون مغفرة الخطايا. هم يسيرون على الجانب النظيف من الطريق التي تؤدي إلى الهلاك. جيل يسير في طريق قايين الذي إذ جهل سقوط الإنسان، اجترأ على الاقتراب إلى الله بدون دم. مثل هذا البر الذاتي هو إنكار صارخ للمسيحية التي لا تعرف إصلاحًا للضمير أو تطهيرًا للخطايا بدون دم المسيح الثمين.

(3) «جيلٌ ما أرفعَ عينيهِ، وحواجبُهُ مرتفعة» (ع13). هؤلاء مثل الفريسيين الذين عيونهم مرتفعة لدرجة أنهم يعتبرون أنفسهم أبرارًا ويحتقرون الآخرين، حواجبهم مرتفعة لدرجة أنهم يشكرون الله لكونهم لا يُشابِهون غيرهم من الناس، ولا يُشابِهون هؤلاء العشارين الخطاة، الذين لا يقولون سوى “ارحمني يا الله أنا الخاطئ”. ويا له من غرور مُخيف!

(4) «جيلٌ أسنانهُ سيوفٌ، وأضراسُهُ سكاكين، لأكل المساكين عن الأرض والفقراء من بين الناس» (ع14). هؤلاء هم المُستهزئون والوثنيون، الذين يُبغضون شعب الله؛ يبغضون الله، ويبغضون الحق. وهم جيل آخذ في الازدياد، وعلى الخصوص في هذه الأيام الأخيرة ( 2بط 3: 3 ، 4). قد يكونون علماء وفلاسفة، ولكنهم لا يرون جمالاً في المسيح. هم ينكرون احتياجهم إلى الفداء، وبالكبرياء يستعملون ألسنتهم في الحط من سلطان الكتاب المقدس كوحي إلهي، يصرُّون بأسنانهم على هؤلاء الذين يقفون بجانب مجد الابن وعمله الفدائي الكامل، ويكرهون بل ويضطهدون أولاد الله بشدة.

إنه بدم المسيح فقط تستطيع هذه النفوس أن تحصل على تطهير الضمير وتُصبح أهلاً لسُكنى الله فيها.

أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net