الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 2 أغسطس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تمجَّد ابن الإنسان
قَالَ يَسُوعُ: الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللهُ فِيهِ ( يوحنا 13: 31 )
كان الرب يعلم أنه بعد ساعات سيموت موت اللعنة، فما هو سر هدوئه؟! نجد سر ذلك في يوحنا 13: 31 حيث نقرأ بعد أن خرج يهوذا «قال يسوع: الآن تمجَّد ابن الإنسان وتمجَّد الله فيهِ». الآن تمجَّد ابن الإنسان! كيف تمجَّد؟ هل في إطلاق يهوذا إلى إرساليته الشيطانية؟ نعم، لأن الرب هو الذي أطلَقه باختياره ليُتمِّم الحوادث التي تقود حتمًا إلى الصليب، فيرى الآب أنه لم يكن طائعًا لإرادته فقط، بل إنه كان أيضًا راغبًا في إطاعته إلى النهاية، حتى الموت موت الصليب. إن خضوع الرب لمشيئة الآب كان كاملاً، حتى إن ذلك كان غرضه الوحيد في كل أفعاله ليتمجَّد الآب، ويُظهِر للعالم مقدار محبة الآب الذي بذل ابنه الوحيد ليموت عن العالم. ولكن كيف تمجَّد الابن وهو سيُجعَل لعنةً لأجلنا ويموت موت العار؟! لقد كان ينظر بنظرة إلهية إلى المستقبل ليرى المجد في النهاية. نعم. «يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مُستهينًا بالخزي» ( عب 12: 2 ). لقد نظر المُخلِّص إلى ما بعد العار والموت، إلى الفرح والمجد. نظر إلى ما بعد الصليب، إلى الجلوس على العرش. نظر إلى ما بعد الظلمة، إلى الوجود مع أبيه في النور الذي لا يُدنى منه. لقد نظر حَمَل الله، بعد حَملْ الخطايا، إلى أنه سيكون رئيس الكهنة العظيم. عِوضًا عن الموت نظر الحياة، عوضًا عن الغدر وهروب التلاميذ، نظر إلى المفديين الذين لا عدد لهم الذين بيَّضوا ثيابهم في دم الخروف. نعم، يُمكننا أن نرى وجهه العزيز في العِلِّيَّة وهو يتطلع إلى الأجيال المُقبلة، لا إلى العِلِّيَّة، ولا إلى التلاميذ، ولا إلى الغوغاء الذين سيصرخون «اصلبهُ! اصلبهُ!». نعم، كان يَنصِت إلى ترانيم جموع المفديين: «مُستحقٌ هو الخروف أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة!» ( رؤ 5: 12 )، وكان يسمع هتافات النُصرة: «الذي أحبَّنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمِهِ» ( رؤ 1: 5 ).

كان السلام الذي وعدَ به الذين يؤمنون به، والمجد الذي ينتظره، هما السبب في الشجاعة الممتازة التي اتَّصف بها الرب في الليلة الأخيرة. إن سر الشجاعة الفائقة هو أن نمجِّد الله. إذاً ليكن مجد الله هو هدفنا في كل أعمالنا. والرب يُحرِّض المؤمنين على أن ينظروا إلى المستقبل، فيمتلئون هدوءًا وسلامًا عند المفاجآت.

يا عَجبًا مِن فضلِ مَنْ قامَ بمجدِ الآبْ
بعد اتضــــــاعٍ طائِعًا للموتِ والعذابْ

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net