الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 1 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصلاة والتجربة الشخصية
هَلْ إِلَى الدُّهُورِ يَرْفُضُ الرَّبُّ، وَلاَ يَعُودُ لِلرِّضَا بَعْدُ؟ ( مزمور 77: 7 )
إن الحياة التي نحياها على الأرض لا تخلو من التجارب التي نُلاقيها في مضايق الزمان، فهي تتنوع في شدَّتها وقوة تأثيرها على النفس المُجرَّبة، وقمة مَن اجتاز تلك الطريق، شخص ربنا يسوع ، فهو أعظم مَن تجرَّب، وفي عمق التجربة «قدَّم بصراخٍ شديد ودموع طلبات وتضرُّعات للقادر أن يُخلِّصَهُ من الموت، وسُمِعَ له من أجل تقواه» ( عب 5: 7 ).

فليس للأتقياء المجرَّبين ملاذ وملجأ سوى عرش النعمة، الذي عنده يطرحون شكواهم وحيرتهم، همومهم وأثقالهم، ومن ثمَّ يُرسل لهم رئيس الكهنة العظيم رحمة ونعمة، عونًا في حينه ( عب 4: 16 ).

من الآلام التي تهز الأعماق بشدة، ذلك الشعور بتباعد الله، وكأنه قد تحوَّل عنا، بل والاعتقاد أحيانًا أنه يعمل ضدنا. فأيوب قال في يومهِ: «لأن سهام القدير فيَّ، وحُمَتها شاربةٌ روحي. أهوال الله مُصطفَّةٌ ضدي» ( أي 6: 4 ). وداود يشارك أيوب في ذلك الشعور فيقول للرب: «يا رب، لا تُوبِّخني بغضبك، ولا تؤدبني بغيظك. ارحمني يا رب لأني ضعيفٌ. اشفِني يا رب لأن عظامي قد رجَفَت، ونفسي قد ارتاعت جدًا. وأنت يا رب، فحتى متى؟» ( مز 6: 1 -3). وهذا الشعور نفسه اختبره آساف فقال: «أمسكتَ أجفان عينيَّ. انزعجتُ فلم أتكلَّم»؛ أي لم يستطع أن ينام، وعجز عن الكلام ( مز 77: 4 )، وعندما تكلَّم قال: «هل إلى الدهور يرفض الرب، ولا يعود للرضا بعد؟» ( مز 77: 7 ).

ففي مثل هذه الاختبارات المؤلمة أين ذهب هؤلاء الأتقياء؟ لقد ذهبوا إلى ذات الشخص الذي تصوَّروا أنه تحوَّل عنهم. كيف ذلك؟ إن إيمان أيوب قاده لإدراك حكمة الله، وداود بذات الإيمان ألقى بنفسه على مراحم الرب، وآساف استرجع أعمال الرب وعجائبه منذ القِدَم، في الخلاص العظيم والرعاية الأمينة «فكَكت بذراعك شعبك بني يعقوب ويوسف ... هديتَ شعبكَ كالغنم بيد موسى وهارون» ( مز 77: 15 ، 20).

إن الإيمان يقود النفس للصلاة بعمل الروح القدس، للارتقاء فوق كل مظاهر الفشل والضعف الروحي والاضطراب النفسي والارتباك الذهني، إلى تلك الينابيع العُليا التي تُرسل للنفس نورًا ورجاءً، فرحًا وقوة. فالصلوات والصرخات والدموع تجعل السماء تنحني لتُلامس الأرض، لتصل إلى عُمق الإعوازات لمختلف الحالات.

إن أثقلَتْ رأسي الهمومْ أو إنْ بَدَت شقاوتي
أجرِ إليكَ أرتمِ فحضنُكَ وِسادتـي

جوزيف وسلى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net