الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 10 يناير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عند أبوابنا
اَللُّفَّاحُ يَفُوحُ رَائِحَةً، وَعِنْدَ أَبْوَابِنَا كُلُّ النَّفَائِسِ مِنْ جَدِيدَةٍ وَقَدِيمَةٍ، ذَخَرْتُهَا لَكَ يَا حَبِيبِي ( نشيد 7: 13 )
يُقدِّم لنا سفر نشيد الأنشاد وصفًا بديعًا لعلاقة الرب بشعبهِ الراجع إليه مستقبلاً بعد اختطاف الكنيسة، بعدما يجتاز هذا الشعب في ضيقة عظيمة، وخروجه من بكاء ونواح يوم الكفارة إلى أمجاد وأفراح عيد المظال؛ عندما يَملِك الرب يسوع على شعبهِ، ووقتها كل أبواب الشعب سوف تُقدِّم الإجلال والحب والتقدير والنفائس الجديدة والقديمة، للمسيح الملك.

قديمًا كان الباب يمثل نقطة فارقة في حياة الابن البِكر العبراني. فعلى قائمتي هذا الباب وعلى عتبته العُليا رُش دم خروف الفصح وتم العفو عن البكر ( خروج 12: 7 ). ألا يجدُر بهذا الابن البِكر أن يقف طويلاً عند الباب مُقدمًا كل النفائس للحبيب؟

وقديمًا أيضًا كان يمثل الباب نقطة فارقة في حياة زوجة العبد العبراني، الذي أحبها محبة جعلته يضحي بحريته قائلاً: «أُحبُّ سيدي وامرأتي وأولادي، لا أخرُجُ حُرًّا، يُقدٍّمهُ سيدُهُ إلى الله، ويُقرِّبهُ إلى الباب أو إلى القائمة، ويثقب سيدُهُ أُذنَهُ بالمِثقب، فيخدمُهُ إلى الأبد» (خروج 21: 5، 6). ألا يَجدُر بهذه الزوجة أن تقف طويلاً عند الباب وتقدِّم كل النفائس من جديدة وقديمة لهذا الحبيب؟

وقديمًا أيضًا كان يمثل الباب نقطة فارقة في حياة راعوث. فهي لا تنسى أن عند باب المدينة رفض فُلان الفلاني أن يأخذ ويشتري الحقل من يد راعوث لئلا يفسد ميراثه ( راعوث 4: 6 )، لكن بوعز جبار البأس دفع الثمن وفك الفكاك، وقَبِلَ أمام الكل عند الباب أن يتخذ من راعوث المؤابية زوجةً وحبيبةً له. ألا يجدُر براعوث أن تقف طويلاً عند الباب، مُتذكِّرة محبة بوعز لها، فتُقدِّم كل النفائس من جديدة وقديمة لهذا الحبيب؟

ونحن أيضًا – كنيسة المسيح – يمثل الباب نقطة فارقة في حياتنا. ولكن أي باب يا تُرى؟ إنه باب أورشليم حيث خرج يسوع وهو حاملٌ صليبه إلى الموضع الذي يُقَال له الجلجثة، وهناك ذُبح بأيدي الخطاة «لذلك يسوع أيضًا، لكي يُقدِّس الشعب بدمِ نفسهِ، تألم خارج الباب» ( عب 13: 12 ).

ألا يستحق الرب أن نقف كثيرًا عند الباب (الصليب) حيث تفجَّرت المحبة من قلب الحبيب، وحيث ذاب قلبه فيهِ كما يذوب الشمع أمام اللهيب؟ إننا كلَّما أطَلنا الوقوف أمام مشاهد الصليب، تفيض قلوبنا بالكلام الصالح، وتتكلَّم ألسنتنا بأنفَس العبارات محبةً للحبيب.

خلِّني قُربَ الصليبْ حيثُ سالَ المَجرى
إذ دَمُ الفادي الحبيبْ داءَ نفسي أبْرا

عياد ظريف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net