الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 16 يناير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الكتاب المقدس رسالة شخصية لك
اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ ( يوحنا 6: 63 )
 تلاميذ الكتاب المقدس: كرَّر- تبارك اسمه - في صلاته للآب في يوحنا 17 فكرة أن التلاميذ ليسوا من العالم مرتين: «ليسوا من العالم، كما أني أنا لستُ من العالم» ( يو 17: 14 ، 16). فمِن أين هم؟ وحسب أي قانون يتشكَّلون ويتغيَّرون، إن كانوا ليسوا من العالم؟! حقًا إن الرب قد وضع التلاميذ، ونحن من بعدهم، في ذات علاقته بالآب. وهذه العلاقة هي التي أفرَزتنا عن العالم. ونحن نتشكَّل ونتغيَّر، ليس حسب العالم، بل حسب الحق. والمسيح دائمًا هو الحق. ونحن الآن نمتلك الحق في الكتاب المقدس، الذي يُعلِن لنا الرب له المجد، ويشهد له.

 فاعلية الكلمة المقدسة: ولولا الكتاب المقدس الذي حفظ الحق الإلهي مسجلاً بكل فاعليته، ما استطاع الإنسان أن يكتشف خطية أو برًا أو يستشعر حضرة الله، ولا أن يبني حياته وفقًا لمشيئة الله بناءً صحيحًا في النعمة ( 2تي 3: 16 ) ويثبت فيها ثبوتًا أكيدًا كمَن دخل إلى الحق الإلهي. وهذا ما أكَّده الرسول في قوله: «والآن أستودعكم يا إخوتي لله ولكلمة نعمتهِ، القادرة أن تبنيكم وتُعطيكم ميراثًا مع جميع المُقدَّسين» ( أع 20: 32 ). فوصايا الآب وكلماته حق كاشف لضمير الإنسان. كما أنها حق مُبكِّت تقيس مقدار انحراف الإنسان عن الحق. ولها سلطان الرَدع في الضمير. كما أنها حق بانٍ للنفس ومُضيء للطريق.

 الكتاب رسالة شخصية: وليت كل منَّا يقرأ الكتاب باعتباره رسالة شخصية من السماء له يوميًا، ويقرأه بفكر متضع مُنحنٍ أمام الله، عالمًا أنه أمام الحق المُخاطِب لضميره، والقادر على تغيير سلوكه وحياته. وهكذا تتكيَّف النفس على أنها أمام الله ووصاياه. وإذ يُقرأ الكتاب بهذا الوعي الروحي، يُفتح القلب للحق الكامن في الكلمة، ويبدأ نور الكلمة يكشف أعماق النفس وخباياها، ويستَعلن الآب والابن للقلب «لأن كلمة الله حيَّة وفعَّالة وأمضى من كل سيف ذي حدَّين، وخارقة إلى مَفرَق النفس والروح والمفاصل والمِخَاخ، ومُميِّزة أفكار القلب ونيَّاته» ( عب 4: 12 ). وتُختبر القوة الكامنة في الوصية، والحياة الإلهية فيها «الكلام الذي أُكلِّمكم بهِ هو روح وحياة» ( يو 6: 63 ).

وهذه الحياة التي تتشكَّل حسب الكلمة، وبقوتها، وتلهج النفس فيها نهارًا وليلاً، هي ألمع شهادة للمكتوب، وأقوى شهادة للمسيح، وأعظم دفاع عن الإنجيل.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net